عيناك كانت و ما تزالْ ،
مغارتين تسكنهما العتمة،
من ألف ألف عامْ،
لأنّ فينا من يكره الشّمس،
و يَعْشَقُ الظّلامْ...
لمّا كان "ديوجين"، يتجوّلّ بمصباحه في وضح النّهار..
لم يكن أعمى ..
و لم يتّهمه أحد بالجنون..
كان ينقّب، عن معدن الحكمة في قلبه،
حين أدرك خيانة العين.
أمّا أنتِ، فبصائرهم ترفض
ما تراه من دونهم، عيناك..
لذلك،
جعلوا منهما مغارتين تسكنهما العتمة...
كانوا يريدونك خنساء،
لا تصلح عيناها لغير البكاء...
أهلي.. أولاء،
كانوا عربانا يتبادلون الحقد
يغيرون على الأحياء ،
و يقيمون حفلات المجون
يقولون الشِّعْرْ
و لا تنام أعينهم عن ثَأْرْ...
و لمّا تحرّر "خادم المصباح" من القمقم
شربوا خمرا أثيلَا ..
"ويسكي" و "شمبانيا" و "تكيلَا"،
شربوا حتّى الثّمالة..
و حين تَعْتَعَهُمُ السّكر، تقيؤوا نفطا و كازْ
عقدوا صلحا مع " المرابي "
أهدوه المال بالخوابي
غيّروا بوصلتهم من الشِّمال إلى اليمين
عفوا: من "الشَّمال" إلى اليمََنْ
أرسلوا عليه "شماريخ ملوّنة"
جعلوا ليل أهله قزحيَّا
و نهارهم " رُطَبًا جَنِيَّا"
ليأكلوا منه مليّا...
عن رتل من الأسناد، بَعْضُهُمُ ثِقَاتْ
أنّ زرقاء اليمامة قالت تحذّر قومها:
"إنّي أرى شجرا يزحف الموت معه..
فانظروا في أمركم قبل ثلاث"..
ضحكوا ..تهامسوا .. تغامزوا ..
تنابزوا تخاصموا .. تخالفوا ..
ثمّ تحالفوا.. جعلوا من عينيها مغارتين تسكنهما العتمة
لكن إلى الأبد.
و هكذا من بعدها الآباء و الولدْ...
سلاما زرقاء اليمامة
محظوظة أنت، ما كانت عيناك
لتطيق ما يفعله الأمير بالنّساء..
ممّا لا يرقى لوصفه مجاز، و لا استعارةْ
و لا يستقيم عنده لفظ، و لا عبارةْ
فحرام ..حرام .. حرامْ ..
أن تقود المرأة السيّارةْ..
و حرام عليها السّفارة و الوزارة و الإمارةْ
و أن تكلّم الرّجال، إلاّ من خلف ستارةْ..
محظوظة عيناك،
لو أدركت أيّامنا لرأت عجابا..
لَرَأَيْتِ في القدس الشّريف، بني صهيون قد فقدوا الصّوابَا
و رأيت في " اليمن السّعيد" قراهمُ أمست خرابَا،
و رأيتِ كيف يُقَتَّلُ " العبد المنافق" في سفارةْ
أوَ ليس أمرها هكذا،
قيم الحضارةْ !
24/03/2019
محمد الصالح الغريسي
Comments