زجاجة الدمعا قصيد لشاعر التونسي صابر العبسي
- asmourajaat2016
- Jun 16, 2019
- 1 min read

هي فوْق منضدتي الهنيهةَ في الظّلام
زجاجةُ الدمع التي أفرطتُ
في اسْتعْمالِها
نفدت بفعل غيابها الفجئيّ،
قد نفدتْ وما نفدتْ جراحَاتي،
أأكْسرُها وأنْسى
أم ألوذ كعادة الغرباءِ
في المنفى ألوذُ بحانةٍ هذا المساء ؟
الليّل ليّل
والزّجاجةُ في يدي
تلك التي أدْمنْتُها
نفدتْ وما نفدتْ نواحاتي
أأبْتاعُ من جيراني الأغريق والرّومان أعْينَهم
لأرقص فوْق قلبي منْشدا
من ليْس يبْكي
ليْس يدْرك ما الحياةُ وما الرّؤى ؟
من ليْس يبْكي
ليس يملكُ نفْسه
يحيْا ولكنْ جثّةً
تلك التي أفْرطتُ في اسْتعْمالِها
هذي الزّجاجةُ
لمبةٌ للضّوء كانتْ
أم ْلإطفاء الحرائق في دمي؟
بالأمْس كم تيها عن الأشباح والغيلان
عن كلّ الضيوف الهَالكين
وعن صبايَا القيروان من القَطا
والنابليّاتِ المهَا
خبّأتُها،
زادًا لكلّ فجيعةٍ،
أوْ طعْنة،
خبّأتُها،
قمرًا لكلّ محبّةٍ،
أوْ شهْوةٍ،
خبّأتُها،
أفقًا لكلّ يمامَة،
أوْ توْبةٍ،
حتّى أميّز بينَ نفْسيَ والحجَارةِ
واقفا في فوّهة البُرْكَانِ
قد خبّأتُها،
لأظلَّ مؤْتزرًا غَدي
لأظلّ محْتفظًا بطفْلي الأوّليّ
زُجَاجةُ الدمْع الّتي أفْرَطْتُ في اسْتعْمَالِها
نفدتْ ومَا نفدتْ جراحَاتي
أأرْفَعُها أسىً مستسلما
طربًا أعزّيني وأحْيا هكَذا
من دُونِ ذاكرةٍ
ولكنّ الزّجاجةَ فوْق منْضدَتي
وما في قاعها أحدٌ سواي
كجدْجدٍ
أعْمَى
كسير الأجْنحه
عبَثًا
يُجاهدُ أن يطيرَ
بها بعيدًا في الفضَاء
Comments