رياح الحنين. *شعر البشير المشرقي. تونس

دموعي هذي أم غمام يمر بي

فيسكب دمعا سال يوم التفرق ؟

بكينا معا والريح تنحب حولنا

فيا ويح قلبي من لهيب التشوق !

ديار تركناها وفي القلب غصة

وفي الصدر نار كيف منها سنتقي؟

وقد غاب دوح كم لجأنا لفيئه

وأودى زمان بالربيع المنمق

ألا هل الى دوح الأحبة عودة

فتهدأ نار بعد طول تحرق ؟

وتهدأ أضلاع لنا بعد حرقة

وتهفو الحنايا للغرام المعتق ؟

سأومئ للنجم الذي بات ساهرا

فقد غاب نجمي بعد طول تألق

ولم يبق نجم واحد أحتمي به

وأنهل منه كل حلو وشيق

فيا دوحة الأحباب هل منك ضمة ؟

فقد طال ليلي في سعير التأرق

ظمئت الى الأنسام جذلى ، إلى الشذا

إلى كل غصن في الخميلة ، ريق

إلى لمة الأحباب والأنس حولهم

يبدد غيما في الفؤاد المصفق

إلى كل طير صادح في خميلة

تغنى فأشجى مهجة المتشوق

سأملأ من هذا الحنين جوانحي

وأختار من أغلى العطور وأنتقي

وأهدي سلامي للديار معطرا

عسى تزهر الآمال يوما ونلتقي

ونصدح ، أطيارا تضج بشوقها

على فنن للحب ، غض ومورق !