ركب البحر من {جرجيس} إلى العاصمة وعندما وصل احرق مراكبه ال 16 الشّاعر ( بُوراوي بَعرون )
- asmourajaat2016

- Apr 24, 2019
- 3 min read


الشّاعر ( بُوراوي بَعرون ) ضيْفُ نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين )
كانَ لروّاد نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ) مَوْعدٌ ، بعْد ظُهر يوم الجمعة المُنْقضي ( 19 ـ 4 ـ 2019 ) ، مع الأستاذ الشّاعر ( بُوراوي بعرون ) لِمُحاورته حوْلَ مسيرته الشّعريّة التي تمخّضتْ حتّى الآن عن مجاميعه الشّعريّة الثّلاث : ــ تراتيل البَوْح سنة 2016 ــ ضِفاف المرايا سنة 2017 ــ مُوج النّخل سنة 2018 ( باللّهجة المَحْكِيّة التّونسيّة )
وَ قَد تولّى تقْديم ضيفنا مشكورا الأستاذ ( محمّد الشّارني ) الذي أعدّ ورقة للغرض قال عنها إنّها تتضمّنُ قرا ء ةً عاشقةً لِمُنْجَزِ ضيْفنا الإبداعيِّ ... وَ مع ذلك فإنّ هذه القرا ء ة الحميميّة التي خشِيَ الدّارس من أنْ لا تفِيَ ضيْفنا حقّه منَ التّناول الموضوعيّ لمْ تَخْلُ منْ إشاراتِ فطنةٍ إلى كثير من ملامح تجربة الأستاذ الشّاعر ( بُوراوي بعرون ) ، من ذلك النّزوع الصّوفيّ الذي وَرد في شعره أبْعد ما يكون عن اجترار المناخات الصّوفيّة التّليدة في تُراثنا العربيّ وَ الإنسانيّ عامّة ... فهيَ صوفيّة مُختلفة أهمّ ما يُميّزها كوْنُها لا تتنكّبُ الواقع طالما أنّ الشّاعر وظّفها للتّعبيرعنْ آلام البشر ، وَ خاصّة منهم المُستضْعفين ، الآن وَ هنا على كوْكبنا . وَ من هنا طابع هذه الصّوفيّة الثّوْريّ في شعر ضيْفنا كما أكّد على ذلك مُقدّمه ، وهو شعر لا يُضحّي بطريقة القوْل في سبيل المضمون بلْ هو حريصٌ على المُوا ءَ مَةِ بينهما بنجاح إبداعيّ لافتٍ ... وَ لم يفُت الأستاذ الشّارني أن يُعدّد كثيرا من خصا ئص شعريّة ضيْفنا في هذا الإطار، وَ لعلَّ من أهمّ ما يُميّزها كون الشّاعر ( بُوراوي بعرون ) يحترم صنعته الشّعريّة احترامه لقارئه ، لذلك نجده يُجرّبُ في كتابته أكثر من تقنية حديثة كالسّرد وَ الحكْي وَ الرّمز وَ توظيف الأمكنة وَ الشّخصيّات وَ سجلّات معجم البحر وَ ما ارتبط به من مفردات الزّورق وَ الموج وَ طائر النّورس ... فالشّاعر ( بوراوي بعرون ) ابن مدينة ( جرجيس ) وهوَ لا يَني ينهل من بيئته هذه التي يتصا دى فيها البرّ وَ البحر...

وَ إذْ أُحيلتِ الكلمة إلى ضيْفنا الأستاذ الشّاعر ( بوراوي بعرون ) فقد عبّر عن اعتزازه بانتمائه المبدئيّ وَ العمليّ إلى هذا النّادي العريق وَ إلى مُنظّمة اتّحاد الكتّاب التّونسيّين العتيدة ، كما أثنى على مضمون ورقّة مُقدّمه الأستاذ الشّارني التي أضا ء تْ ، حسبَ رأْيه ، كثيرا من خصائص نصّه الشّعريّ فنّا وَ دلالةً ، ثُمّ تطرّق إلى بداياته الشّعريّة حيْث كان مُتأثرا بالرّصافي وَ الشّابّيّ وهو بعد تلميذ بالمعهد الثّا نويّ في جرجيس مُستفيدا من حضوره الدّؤوب لنشاط نادي الثّقافي هناك وَ الذي كان له دوْر كبير في صقل موهبته الشّعريّة ... لكنّ النُّقلة النّوعيّة التي سيشهدُها وعْيُه الإبداعيّ ستتحقّق عندما قدم إلى العاصمة مُشاركا في أمسية شعريّة في النّادي الثّقافيّ ( الطّاهر الحدّاد ) فهناك اكتشفَ الحداثة الشّعريّة المُعاصرة التي ثارت على البحور الخليليّة وَ نموذجها الشّعريّ المتمثّل في قصيدة الشّطريْن ... وَ هكذا تحوّل شاعرنا إلى الكتابة في النّوع الشّعريّ الجديد المُسمّى ( قصيدة التّفعيلة ) مُتخلّصا شيئا فشيئا من أعْتى قيود الوزن الخليليّ في البحور الخليليّة ال 16 وَ لوازمها ... لكنْ دُونَ أنْ يتغيّر التزامه بالقضايا الاجتماعيّة وَ الوطنيّة وَ الإنسانيّة ناهيك أنّ الشّعراء الجدد الذين باتوا يُلهمونه هم شعراء مُلتزمون ، وَ نعني بذلك عبد الوهّاب البيّاتي وَ محمود درويش وَ آخرين ، ممّا جعل قصائده في هذه المرحلة مُتفاعلة مع ما اكتوى به العرب في فلسطين وَ بيروت وَ العراق من نيران الحروب وَ المجازر ... وَ قد جا ء ت القرا ء ات الشّعريّة من كتبه الثّلاثة دالّة على هذا الزّخم الإبداعيّ وَ تحوّلاته عند ضيفنا الشّاعر ( بُوراوي بعرون ) الذي فضّل إثر ذلك أن يستمع إلى آرا ء الحاضرين وَ هواجسهم وَ أسئلتهم فجا ء ت تدخّلاتهم مُشيدةً بِمسيرة ضيفنا الإبداعيّة التي لا تزال واعدة بالإضافة ، كما أشادوا بالجُهد الذي يُساهم به في أماسي ( نادي الشّعر ) منذ عودته إلى النّشاط هذه السّنة ، فالشّكر كلّ الشّكر للأستاذ الشّاعر( بُوراوي بعرون ) على حضوره المُميّز إبداعيّا وَ إنسانيّا في هذه الأمسية وَ في كلّ مُناسبات عملنا الجماعيّ ، كما نسوق الشّكرنفسه إلى الشّاعرة ( زهرة حوّاشي ) التي أهدتْ ضيْفنا ترجمة لواحدة من قصائده ، وَ إلى الحاضرين من أعضا ء النّادي على حضورهم الأسبوعيّ المُتواتر دعمًا لأنشطته .





*** عبد العزيز الحاجّي












Comments