top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

رسالة الى وجدي غنيم سيدة عشتار بن علي2014/ 10 / 30 -


كعادتي كل صباح حين افيق من النّوم قمت بفتح الفيسبوك لمتابعة آخر المستجدّات بعد نتائج الانتخابات التّشريعية في تونس التي انتهت بتفوّق حزب نداء تونس الحداثي على حزب النهضة اضافة الى حصول حزب الجبهة الشعبية على عدد هام من المقاعد في التّشكيلة البرلمانية الجديدة ....اصطبحت هذا اليوم على شريط فيديو لشخص او كائن اذكر جيدا انه اثار في نفوس الملاييين من التونسيين الغثيان حين زارنا ....انه الكائن الشهير باسم الشّيخ وجدي غنيم أو طهّار النساوين كما اتفقنا عفويا على تسميته في تونس ...يظهر الشيخ في الفيديو وزبده يتطاير وبعينيه حمرة أعتقد أنها حمرة من تلبّسته الجن والعفاريت أو هي حمرة مصاب بداء الكلب بعد اصابته بعضّة من كلب ريفي سائب .....من يدري ربّما كان في رحلة جهادية بأحد الأرياف حاملا مشرطه المقدّس لختان عدد من الفتيات في مكان ما وتجميل فروجهن وحمايتها من الرّذيلة.... الكائن وجدي غنيم في هذا الشريط يشتم التّونسيين وينعتهم بالكفرة والمنحطين أخلاقيا ....لم كل هذا يا شيخ?!! ألأن التونسيين كانوا اكثر ذكاء ودهاء من نواياك الخبيثة واختاروا ان يمنحو أصواتهم في الانتخابات لأحزاب علمانية ?!أتشتمنا يا شيخ وتغمز بعينيك وتردح كنساء الحواري حين يتعاركن مذكّرا بما رأيته بعينيك في زيارتك الى تونس من عاهرات استقبلنك انت وغنوشك بالمايوهات ومن شباب منحط كان يلوّح في وجهك بزجاجات الخمر وانت تلقي خطبتك الدّاعشية في واحد من مساجد تونس?! والله أمرك غريب يا ابا الأوجاد ...نعم غريب ألست انت نفسك من تابعت تصريحاتك أثناء زيارة تونس في شريط مازال يشهد عليك ?!...كنت فيه تذرق الدّموع الحارة فرحا وسعادة بالاستقبال البهيج الّي خصّك به شعب تونس... عيب عليك يا رجل فالغنّوشي ورئيسنا المبجّل صرفا الأموال الطائلة لاستضافتك واقامتك في افخم الفنادق كيف لا وقد جئت فاتحا لتونس داعيا الى دعوشة شبابها وختان نساءها ...كنا نتابع فصول تصريحاتك أيها الفاتح العظيم وقلوبنا يعتصرها الألم والقهر ...يوم قدمت علينا مبشّرا باكتشافك العظيم أن سبب ما تعانية تونس من فقر وبطالة وجوع هو إمتناع التونسيين عن تطبيق شرع الله وختان نساءهم ولذلك حلّ علينا غضب الله وسخطه فقطع أرزاقنا وأفقرنا إستجابة لدعوات قدس الله سرهم مثلك انت والاخر الذي لا أذكر اسمه الذي افتى بقتل اطفال الأمنيين ونساءهم وراشد الغنوشي وغيرهم من وكلاء الله المقدّسين ..أذكر أيّها المشعوذ أنّك جئت الى بلادنا لتتقيّأ على صدورنا وأنوفنا ما يزخر يه رأسك من تخلف ودعوة الى الفتنة والاقتتال ...يومها بكيت... نعم انت بكيت فرحا وانت ترى القطعان الّتي هبّت لاستقبالك والهتاف باسمك ...أحيطك علما ياشيح :هؤلاء الّذين استقبلوك يا هم الفئة المصابة بأمراض نفسية من أهل تونس ...فئة من البؤساء الّذين لم يستكملو تعليمهم وعانوا من الحرمان والتّهميش ولذلك هبّوا اليك علّك تتوسط لهم وتمنحهم صكّا للعبور الى الجنّة ...الذين استقبلوك ليسو شعب تونس يا غنيم فشعب تونس شعب حالم بالحرّية والكرامة وليس بالعبودية وعلى أعتاب تونس الحياة تونس الألوان تتكسّر كل كوابيس الموت

كانت سيمون تستمع الي بانتباه وقد لمعت عيناها ببريق هو مزيج من الحنين والشفقة والرغبة ثم ابتسمت وتنهدت قائلة ..أصدّقك ...هكذا هم الرّجال وما قاله وفعله معك ثقي انه قاله لكل من أتت قبلك وكل من ستأتي بعدك

-لا يا سيمون ..غير صحيح .. انه يحبني لقد رغب في الزواج بي... وما هذه التي معه الان الا حل لاذ به وحيلة لجأ اليها للتخلص مني ومن حكايتي معه

-ذاك هذيان فرضته اللحظة وقد سمعت بنفسك ما قالته غريمتك ..لقد عبّر عن رغبته في الزّواج بها أيضا ..لقد أخبرتك أيضا أنه جعلها تحلّق في عوالم أخرى وفخ العاطفة الذي جعلك تقعين فيه بكلماته وأفعاله هو نفس الفخ الذي أوقع بمن قبلك ومن بعدك ..النساء السّاذجات وخاصة أنتن الشرقيات تعتقدن أن الرجل اذا طلب المرأة للزّواج معناه أنه متيّم بها والحال أنّ أغلب الزيجات في مجتمعاتكم هي عبارة عن مشاريع وصفقات غالبا ما تثيت التّجربة انها مشاريع فاشلة ..صفقات تنعقد وفق شروط الحسب والنسب والمناصب والأوضاع المادية ثم سقف وأربعة جدران تجمع بين غريبين يتقاسمان الأغطية والوسائد ..يجلسان على طاولة واحدة ويأكلان نفس الطّعام ويتبادلان النظرات الباردة التي تخفي ما تخفي دون ان يعرف أحدهما عن الآخر شيئا وراءها ويلتقيان بجسديهما حسب ما تنص عليه الاعراف والقوانين والواجبات ..هياكل بلا أرواح وكثيرون منهم يغدون فريسة للاكتئاب والهذيان النفسي دون ان يشعروا ببعضهم البعض

-يبدو أن فكرتك عن مجتمعاتنا سيّئة جدّا يا سيمون ..غير صحيح كثيرون في مجتمعاتنا يتزوجون عن حب بمعزل عن أي تعليمات أو حسابات ومصالح ..في كلامك نوع من العنصرية وكأنك تريدين القول أن مجتمعاتكم سوية ومثالية

-طبعا لم أعن ذلك .. لا أدعي باني شخصية متوازنة تماما....أنا أنا نفسي عانيت

-كيف عانيت ..ما أعرفه أنك لم تتزوجي وأنك عشت قصّة حب مع سارتر مدى الحياة

-....تمنيت ان أعيش قصة حب حقيقي ..تمنّيت أن اكون زوجة وأمّا وكاتبة في نفس الوقت لكن حبي له حرمني من أجمل أمنياتي .لقد ضحّيت بكبريائي وذبت في شخصيته وتعاملت مع الحياة من منظوره هو ..للأسف لم أكن يوما متصالحة مع حياتي ..سارتر كان هو عالمي كله حتى إني نسيت نفسي ..بسبب حبي له لم أحيا لمصلحتي الخاصة وحين أدركت أني ألقيت بنفسي في جحيمه كان الأوان قد فات وما عاد بامكاني التّدارك ..كان يرى أن علاقتنا ينبغي أن تستمر مدى الحياة مهما تخللها من بعد لكنه فرض عليّ أن أقبل بفكرة الحرّية الفرديّة وطبعا كان كل ذلك على حسابي ..على حساب كبريائي المحطم ..هو يستمتع بمن يشتهي ويرغب من النساء وأنا أبقى في الانتظار لم أكن متحررة في البداية من محرمات الجنس و تعدد علاقات المرأة الجنسية يصدمني ..يوما ما تلقيت منه رسالة غير عادية كتب لي فيها أنه حجز من أجل عودتي من نيويورك غرفة وردية في فندق لويزيانا، وأنه سيكون في انتظاري محطة باصات القطار. «سنعود معًا وكأننا افترقنا قبل ليلة. سعيد أنا لأني سأكون معك». وكم سعدت وانتشيت لتلك الرسالة وكتبت له بانه حب حياتي لكن قبل سفري بساعات تلقَّيت برقية أخرى منه يطلب مني تأجيل عودتي مدة أسبوع؛ لأن الوضع كان صعبًا مع الفتاة التي كان يواعدها، فقد كانت تطلب منه الزواج، حطمتني تلك البرقية وتسببت لي في الانهيار ولأول مرّة في حياتي وجدت نفسي ألجأ الى المخدّرات كي أجابه الانهيار والاكتئاب ...كنت أقارع عواصفي العاطفية سرّا ولم أكفّ يوما عن البكاء ومع ذلك كنت أجبر نفسي على أن ألعب ما لست عليه حقيقة ..هذا حال الكثير من النساء اغلبهن يضطررن الى تزييف شخصياتهن من اجل حبهن ..من اجل ان يظهرن بمظهر المعشوقات المحظيات ويعانين بسبب هذا الزيف واقفات على شفير العصاب ..لم يشعر يوما بعذاباتي وظلّ يلاحق الفتيات الصغيرات ويسعى الى ان يعيش معهن قصص الحب ..لقد عانى ما عانيت وجرب لوعة الغيرة اثر انفصاله عن شابة صغيرة أحبها بعدما تركته من أجل شابٍ في عمرها، أحرقت قلبه نار الغيرة بسبب تلك الفتاة قكان يستشيط غضبًا ويتعذب كلما نظرت إلى شاب جميل من عمرها ، وهو الأصلع ذو الكرش وفي النهاية هجرته وكنت أنا الى جانبه أواسيه وأتحمَّل معه ألمه لفراق محبوبته ولكي يعالج نفسه عاد الى البحث عن مغامرات جديد مع الصغيرات طبعا والادهى أنه كان يكتب لي كل ما يدور بينهما متفاخرا بشرف ولذة أفقادهن عذريتهن ..كلهن كن يتركنه في النهاية ومع مرور السنوات عندما أقمت أنا علاقة قصيرة مع الشاب عشيق الفتاة التي هجرت سارتر، وصفني بأني «خسيسة تمارس الجنس مع شاب عشريني...للأسف لقد سقطت كالكثير من النّساء في مأزق الحبّ المزدوج

من روايتي -شهوة الانتزاع -عشتار بن علي

25 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page