رجل الصّلصال، الذّي علكته الملائكة في السّماء
هبط إلى الأرض تعلِكُهُ الخطايا البشريّةُ
النجاحاتُ الصغيرةُ
والهزائم التي لا تعدُّ
استقرَّ حيث غابات الخذلان تغزو المكان
وحيث أوبئة الغدر تفقّس وتتناسلُ في الوحل
من الكهوف إلى الصّالونات الفاخرة
والشّهوة تأخذ أشكالا مغايرةً وتتطوّرُ
سمّى الغريزة حبّا واختار لها يوما للاحتفال
واقترح لها وجودا في شكل هدايا
وسمّى قطعة من القماش علَمًا وشاهدة على أملاكه
قطعانه، والأودية والجبال، النساء والأطفال.
عبيدا، خدمًا وجواري
وفي ليلة ممطرة قصف البرق شجرة
فاكتشف النار
وحينما كان يتفقد أملاكه والرعايا
قال أتذوّق ثمار هذه الشجرة الغريبة واحمل منها للعشاء
وبعد أيام من النسيان والانشغال، اكتشف الخمر
أثناء رحلة صيدٍ جَنّ الليل الحالك فاكتشف الذهب والجواهر
توسعت أملاكه وقطعانه في كل الأرض
لكنّه لم يكن سعيدًا
نسيَ الفردوسَ وضيّع علاماته
وبين الحين والحين يتذكر الفردوس فيأخذه الحنين
يتفيّأ ظل زيتونة وينسى..
كان يرسمُ لخيباته قصورا
ويغطي سوآته بالذهب والحلي
علّم الأبناء الشجاعة والصيد والقوّة
وبعد سنين
تفرّق الأبناء -لنقصٍ في المحبّة-
وتوسّعت شهوتهم للإنجاب والمُلك
على نهج أبيهم دبّروا عبيدا وخدما وجواري
وكل منهم سمّى قطعة من القماش بلاده
وفي حروبهم العائلية اخترعوا السلاح
ولكي لا ينتبه الأخ لأخيه اخترعوا الحشيش
دخّنوه ووزعوه بينهم
واتكأوا على القتل، ماضغين جشعا أعمى.
ومن دعوة قديمة لنبيّ قديم
أثمرت الصحراء نفطًا
ولكي يغمضوا أعين الحُسّاد والإخوة العابرين
فتحوا الدّين
وزرعوا فيه الإرهاب.
Comments