top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

رُوحِـي مُعَطّـرَةٌ بِأَنْفَاسِي قصيدة للشاعر المبدع التونسي الاستاذ عبد العزيز الحاجي



١) قِــــصَّــــةٌ عَــــــطِــــــرَةٌ : كَانَ مِنْ أَطْيَبِ عَادَاتِهَا حِرْصُهَا عَلَى أَنْ تَتَعطَّرَ لَهُ لَيْلَ نَهَارٍ ، بَيْنَمَا عَاشَ هُوَ يَتَنَفَّسُ بِهَا وَ لَهَا .. فَقَطْ " يَتَنَفَّسُ مِنْ أَجْلِهَا ... " . فَجْأَةً عَنَّ لَهَا أَنْ تَسْتَبْدِلَ تَقْلِيعَةَ عِطْرٍ بِأُخْرَى سُرْعَانَ مَا خَبَرَتْ دَوِيَّهَا فِي خَيَاشيمِ رَجُلٍ عَابِرٍ، حَتَّى لَقَدْ خَنَفَتْ بِأَنْفِهَا عَالِيًا عَالِيًا ، وَ فِي ضَوْعَةِ عِطْرٍ طَارِفٍ ضَيَّعَتْ حُبًّا تَلِيدًا ... أَمَّا هُوَ فَقَدْ ظَلَّ فِي غِيَابِهَا مِثْلَمَا هُوَ لَا يَسْتَطِيبُ بَيْنَ كُلِّ الجَنَائِنِ وَ القَوَارِيرِ التي فَغَمَتْ رُوحَهُ إِلَّا رِيحَةَ المَرْأَةِ الأُولَى ، نَكْهَةَ المَرَّةِ الأُولَى ، ضَوْعَةَ المُرَّةِ الأُولَى ، تِلْكَ التِي عَبَقَتْ أَنْسَامُهَا مِلَْءَ شَغَافِهِ وَ المَنَابِضِ مَرَّةً وَاحِدَةً ، وَ إِلَى الأَبَدِ ...

٢) شَـــمِــــيــــمُ حَـــــوَّا ءَ : وَهْيَ مَشْبُوحَةٌ عَلَى سَرِيرِي صَلِيبًا قَانِتًا تَنِدُّ مِنْهَا رَوَائِحُ الجِنَانِ وَ الغَابَاتِ ، فَمَرَّةً هِيَ غَزَالٌ شَرُودٌ ، وَ مَرَّةً ، نَمِرَةٌ شَرِسَةٌ ، وَ مَرَّاتٍ هِيَ مَا لَا يُحْصَى مِنْ بَتَلَاتِ تِلْكَ الزَّهْرَةِ القَصِيَّةِ التِي فَوَّفَتْ يَسَارًا مِنْ حَنَايَا آدَمَ ، يَوْمَ حَنَّتِ الأَرْضُ لِلسَّمَاءِ فَحَنَتِ السَّمَا ءُ عَلَى الأَرْضِ فِي عِنَاقٍ أَبَدِيٍّ يَبْهرُ الأَنْفَاسَ ...

٣) ذِكْــــرَى نَــــــمَّـــــــامَــــــــةٌ : يَكْفِي حُضُورُ الذِّكْرَى : ( يَدِي تُبَارِكُ سَوْرَةَ النَّهْدِ ، أَنَامِلِي تُعَابِثُ الحَلَمَةَ المِكْسَال ، شَفَتَايَ تََضْغَمَانِ الغَضَّ وَ البَضَّ ، لِسَانِي يُطَقْطِقُ فِي خَلِيجِ الرَّغْبَةِ وَ اللَّذَاذَات ...) يَكْفِي حُضُورُ الذِّكْرَى حَتَّى أَشُمَّ حَلِيبَ الأُنُوثَةِ طَازَجًا يَضُوعُ مِلْ ءَ إِنَاءٍ مَكْسُورْ ...

٤) تَـــــيَّـــــــارٌ عَــــــــبِــــــــقٌ : رِيحَتُكِ الطَّاهِرَةُ وَافَتْنِي عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَاك .. أَمَّا رِيحَتُكِ الدَّاعِرَةُ فَأَنْفَاسُ الشَّيْطَانِ لَفَحَتْنِي بِهَا .. فِي الفَغْوَةِ الأُولَى بَسْمَلْتُ وَ سَلَّمْتُ .. فِي الفَوْعَةِ الثَّانِيَةِ حَوْقَلْتُ وَ اسْتَسْلَمْتُ ...


*** من كتابي ( رُوحي مُعطَّرةٌ بِأنفاسي ) سنة 2017

10 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page