top of page
Search

** رَقِـيمُ المَـرَايَا *** للشاعر والأديب التونسي الدكتور عبد العزيز الحاجي

  • Writer: asmourajaat2016
    asmourajaat2016
  • Jul 15, 2019
  • 2 min read


أَنا مَا رَنَوْتُ إَليْكِ يَا مِــــــرْآتِـــــــــي

إِلَّا لِأَعْبُرَ وَحْشَةَ الأَشْـــــــــيــــــــا ءِ

فَلِمَ ارْتَجَجْتِ وَ لَمْ أُحَصِّلْ مِـــنْـــكِ إِلْ

لَا وَاسِعًا مِنْ حَيْرَتِي الرَّعْــــــــنا ءِ؟!

أَتَكُونُ هَالَتْكِ المَرَا ئِي فَانْطَـفَــــــــــأْ

تِ غَضَاضَةً وَ لَجَجْتِ فِي الظَّلْمَاءِ ؟!

أَمْ أَنَّ سَاحِرَةً أَمَرَّتْ فِـــي لُـــجَـــــيْ

نِك إِصْبِعًا مِنْ كَفِّهَا الــــعَـــــسْـــرَاءِ ؟!

فَتَعَكَّرَ المَا ءُ الفَضِيضُ وَ بَاتَ ( نَـرْ

جِسُ ) مَرَّةً أُخْرَى غَدِيرَ الــــمَــــاءِ

يَا لِي وَ يَا لِلْمَا ءِ أَسْتَسْقِي فَـــيُــــــطْ

مِعُنِي وَ لَا يُشْفِي عَلَى إِرْوَائِـــــــي!

كَمْ قَدْ عَبَبْتُ وَ لَمْ أَعِشْ إِلَّا فَـــــــمًـا

" مُرًّا مَرِيضًا " شَاطَ فِي الرَّمْضَاءِ!

عَيْنَايَ ، ظَمْآوَيْنِ ، تَشْتَفَّــــانِ أَغْــ

وَارَ الرُّؤَى فِي البَارِقِ الـــــــلَّأْلَا ءِ

حَتَّى إِذَا حَدَّقْتُ فِي المِرْآةِ لَـــــــــمْ

أَقْنَعْ بِغَيْرسَرَائِرِ الأَشْــــــــيَـــــــا ءِ

فَـــطَــــلَـــبْـــتُ فِيهَا كَوَاكِبًا سَيَّارَةً

غُفْلًا مِنَ الأَوْصَافِ وَ الأَسْمَــــــا ءِ

وَ رَأَيْتُنَا ، عَيْــنَـــيَّ وَ الأُذُنَيْنِ وَ ال

فَمَ ــ كُلَّنَا أَسْرَى فُتُونِ الــــــــمَـــا ءِ

لَكِنَّهَا المِرْآةُ إِمَّا شَــــــــــــــا شَـــــةٌ

بَكْمَا ءُ تَشْخَصُ فِي عُيُونِ الرّا ئِــــي

أَوْ بِرْكَةٌ مَوَّارَةٌ فِي صَــــــــمْتِهَــــــا

بِغَرَا ئِبِ المَاضِينَ وَ الأَحْيَــــــــــا ءِ

فَإِذَا احْتَرَسْتَ وَ أَنْتَ تَسْبِرُ غَوْرَهـــا

أَنْ تَجْرَحَ الأَمْوَاهَ بِالأَهْـــــــــــــوَا ءِ

كَشَفَتْ لَكَ المِرْآةُ عَنْ آيَاتِــــــــــهَــا

فَتَغَمَّدَتْكَ بِسَطْوَةِ الإِغْــــــــــــــوَا ءِ

وَ أَرَتْكَ أَجْمَلَ صُورَةٍ لِــــحَــــبِيبَـــةٍ

فَاتَتْ وَ غَيَّبَهَا مَضَـــا ءٌ نَـــــــــا ئِي

فَفَجَأْتَهَا مَطْرُوفَةً بِدَلَالِــــــــــــهَــــا

وَ سَكِرْتَ مِنْهَا بِفَاغِمِ الأَشْـــــــذَا ءِ

يَا لِلْمَرَايَا إِذْ تُعَتِّقُ عِطْرَ غَـــــــــا

ئِبَةٍ نَهِيمُ بِهِ عَلَى اسْتِحْيَـــــــــــا ءِ

فَنَعُومُ فِي التَّـــيَّـــــارِ مَرَّاتٍ وَ لَا

مَلَلٌ وَ لَا شَكْوَى مِنَ الإِعْيَـــــا ءِ!

يَا لِلْمَرَا يَا إِذْ تُرَقِّصُ مِـــلْ ءَ أَعْـ

يُنِنَا طُيُوفًا ثَرَّةَ الأَضْـــــــــــــوَا ءِ

وَ نَهِيمُ فِيهَا بِأَبْكَرِ الأَكْوَانِ سَـــــا

بِحَــةً بِــنَـــــا فِي أَعْجَبِ الآلَا ءِ !

فَلَطَالَمَا اسْتَصْفَيْتُ مِرْآةً فَــــصَــا

فَتْنِي وَ لَمْ أَتْعَبْ مِنِ اسْتِقْـصَـا ءِ

وَ وَجَدْتُنِي بِنُسُوخِهَا كَلِفًا كَـــــمَــا

لَوْ أَنَّنِي فِي حَضْرَةِ الحِرْبَـــــــا ءِ

لَا طَيْفَ إِلَّا نَاسِـــخٌ مُــــــسْتَنْسَخٌ

وَ الكُلُّ لَا يُصْفِي مِنَ الإِيــــــحَا ءِ

فَلِمَ ازْوَرَرْتِ وَ لَمْ أُحَصِّلْ مِـنْكِ يَا

مرْآةُ حَتَّى عَابِرَالأصْــــــــــدَا ء؟

إِنْ كَانَ مَرْأَى الظِّلِّ بَاتَ مُخَاتِلًا

يُزْرِي بِأَنْقَى لَحْظَةِ اسْتِصْفَـــــا ءِ

فَلَعَلَّ رُوحًا فِيهِ هَا ئِــمَـــــةٌ وَ لَا

تَنْفَكُّ فِي فَوْضَى مِنَ الإِيــــمَــا ءِ

وَ لَوَ انَّكِ اسْتَدْنَيْتِ جَذْوَةَ نُورِهَـا

لَتَوَهَّجَتْ فِينَا عُيُونُ الــــمَـــــا ءِ

فَاخْضَوْضَر الوَقْتُ الجَدِيبُ وَ أُسْرِجَتْ

شَمْسٌ لنا في الظّلمةِ العَمْيَــــــا ءِ.

*** من كتابي ( شهقتْ عيْني في المرآة ) سنة 2016

 
 
 

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Join our mailing list

Never miss an update

© 2023 by Glorify. Proudly created with Wix.com

bottom of page