لا شيء يصلح للحياة!
تلفّتت يده إلى الباب الأخير
فأغلقته بشدّة
وتلفّتت شرقا
فلم تر ما تحطّمه
فكلّ الممكنات تحطّمت
لم يبق إلاّ القلب
أعملت الأصابع فيه
لم يرفض لها طلبا
فأبطل نبضه
ما شلّت اليد بعد!
قال الشّاعر ..
امتدّت لآخر مرّة يده
وأفرغت القصيدة منه
قال الشّاعر
الآن أخرج ميّتا منها
وأغلق خلفه عصرا بأكمله
وقيل:
لقد بكى، من فرط حسرته، دما
●مفارقة
حرام أن تصدّقني فقط نفسي
وأمّا الآخرون
فلا يصدّقهم سواي وإن همو كذبوا
أصدّقهم لوجه الله مبتسما
وتلك حكاية أخرى
وهم في غمرة اليوميّ فزّاعات أنفسهم
تواصوا بالسّقوط
تساقطوا من حيث لا يدرون أو يدرون
كم كانوا، قبيل رحيلهم، أشباه آلهة
وكم كانوا قبيحين
وهم ينسون أنفسهم
وتلك حكاية أخرى.
[ لنا باب كهذا الباب: أي يد رمت مفتاحه في النهر؟ أي يد؟
فقط من ثقبه، تبدو السماء بعيدة وشهية ما أفظع الحلم! ]
●كأنّه حلم
يوم بلون البحر
في عيني فتى شيخ بلا شيخوخة
وبطعم شوكولاطة
ساحت على الأرض اليباب فأزهرت
وألذّ شيء فيه سرّ لا يقال
ما الأمر؟ - ذاك هو السّؤال
وأنا أحاول فهم ما أخفاه عنّي البحر
قال: - غدا.. غدا
لم أنت تستبق الأمور
وما عهدتك هكذا بشرا لَجُوجا؟
لم أقل شيئا
سحبت، مبرطما، صنّارتي
كم أنت بحر في خيانتك الجميلة لي
وعدت إلى يدي
أحصي بها
سمكات يوم لم يجئ، واللّه، بعد..
كأنّه حلم
وتلك حكاية أخرى
●الجميلات الثلاث
اليوم في نهج ابن خلدون، تساقطن أمامي
فبكى الشاعر في زاوية مني
وعرج مرعوبا على أقرب نار
قال: لا بد من النسيان هذا اليوم
لا بد من البحث عن الأسباب:
إحداهن تستوقفه
وهي في هيئة مادونا و / أو أجمل
لم يبد على الشاعر في البدء نفور ما
فقط مد يدا
صافحها
الوجه أليف
كان يبدو أليفا وشبيها بوجوه
لزميلات له في السلطة الرابعة
احتار وكاد..
ابتعدت صاحبتاها
كانتا أجمل منها بقليل
كانتا في خفر
أو هكذا شبه للشاعر بدءا
وهي في هيئة من يطلب شيئا
هي لم تطلب كثيرا
هي لم تطلب من الشاعر إلا بعض مال
وبدت صاحبتاها
وهما أجمل منها بقليل
بدتا هامستين
الشاعر احتار وكاد..
وهي لم تطلب كثيرا
ما الذي يجعلها تسأل دينارا فقط؟
وهي إلى صاحبتيها في غنى، لو شئن، عن ذل السؤال
هن.. من هن؟
الجميلات الثلاث..
طالبات؟
أم تخرجن
وهن الآن في حكم البنات العاطلات؟
الشاعر احتار
بنات يتسولن، هنا والآن؟
كم هن قبيحات ولو كن شبيهات ديانا أو سواها
صمت الشاعر
ألقى وجهه في كأسه
جن وكاد..
وضعه؟
مزر تماما
حاله؟
حال البلاد
يوسف رزوقة
Comments