*ذرني لشجون روحي* للشاعر التونسي 'الزاراتي' المختار المختاري الزاراتي

دعني أعبّ من ثمالة زماني وأسكر أعاقر نشوة القلب أدخّن أفيون الحبّ بكل ما في غربتي من غربة وما في مذهبي من صدمة ثمّ من طين الحكايات أزدهر وأزهر... دعيني بك بكلّ الحبّ الليلة اسكر كما نسمة بحر في عيون الصبايا أخطّ أيامي ثمّ أحرق الدفتر يسحرني لون الأزرق ألكحلي إذا ما رثّ مطر على جلد الوردة أشم عبق رحيقها من ثغر رضابه مبهر... أتدثّر بسمائي الأولى بما وهبتني الصحراء من أيّام هي كلّ عمري الذي فيه أعمّر... دعيني الليلة بك بالحبّ كلّه اسكر... أنام في عراء حكايتي والعالم من حولي يصرخ الرغيف لا يعذر حين ينذر أنا الممكن أنا الضمير المستتر في الممكن أنا وأنت وهذا الزمن الأغبر نعيشه بطقوس اللعنة ونقبل حين ندبر فدعيني الليلة أعب من ذكرى الحزن في أوتاري واسكر... حبيبتي في مثل هذا الوقت من ترنيمة الليل وغضب المرايا اختصر لساني والمسافة وتلوث المعنى بالشارع الرسميّ بشبق البحر ينهر الوهم بالمعنى الحقيقي للمضمر في ظلمة لا ترانا وتسخر... ننحدر من عقارب الوقت ونقول ما تيسّر مما نشعر نسرج حبرا الريح ونركب شعلة سراج يفوح نوره وجد أبكم وننكر أن الحبّ ممكن يتكرر وأنّ القلب أكبر من وثبة نجم صلى وما توضئ بعرق الأرض فأصابته غربة التراب بتصلّب الروح كما المرمر نمدّ الخطى في اتساع رقعة الأسطر ونسطّر الأشياء في أسطر... دعيني الليلة بك بالحبّ كله اسكر... انتشي بما في أحشاء سجائري من إدمان الصمت وأخربش على بلور قلبك اسم جنّي وامكر للوقت حتى يتأخّر بعض وقت يسمح لنا بقبلة مسروقة من كتاب الجمر المثمر... دعيني الليلة بك بالحبّ كله اشرب نبيذا روحي أقول شعري واسكر.../... قليبية 21/12/2019