في معترك المعنى:
لا الماضي ماض
لا الآتي آت
لا أنت أنا لمواصلة التجديف معا
وبوهم ما، نحو ملاذ ما أو منفى ما
لا شيء يشي بوجودك أصلا
لا أنت تعي ما تصنعه بالعالم
أو ما يصنعه الوحش الآلي بقلبك
هل لك قلب أصلا؟
أسألني وأنا أتدبر أمرا:
كيف أغيظك بي
أحتال عليك
بحيث تراني آخر..
هذا ما يجعلني أحيا بسلام في المنفى
وبمنأى عنك، صديقي..
أنت صديقي
أعرف
حتى أني قلت لنفسي: ذاك صديقي
أين يداه على قلبي؟
كم كنا في الأحلام وفي الأوهام معا!
كم صرنا في معترك الدنيا غرباء
إلى حد الإحساس بلا معنى ' الإنسان صديقا'
أعرف هذا
أعرف أيضا أنك ماض في آت لن يثمر إلا الزقوم
وما لا أعرفه
أني أدعوك إلى نفسي
وأراك تنافقني
فأحب نفاقك ممتنا
وتودعني لأراك معي
نتلمظ شوكولاطة شيء مسموم..
هذا شيء مشؤوم بالتأكيد
ولكني أستطرفه
من باب الإحساس الشخصي بأني لست أناك
وأنت الآخر لست أنا
لا يجمعنا إلا إحساس جمعي باللا معنى
لا يجمعني بك إلا كونك من زمني هذا..
( زمن ديستوبي، وبئ ووخيم )
أعرف أني فيك مجرد رقم لا يعنيك
فما يعنيك صديقي شيء آخر
لا هو نبع حنان..
لا هو ' أنت - أنا' زمن البخلاء
ولا هو شيء ذو معنى
هو شيء آخر نزوي وهلامي وغريب
أفهم ذلك، أفهمه
وأعيه، صديقي
حتى أني أدفن نفسي في موسوعة ديدرو
أبحث عنك
و/أو عن شيء منك
ولكني وأنا ألقاك
أكافئ نفسي بالتسليم عليك
وبي شيء ما..
ما هو؟
لا أدري
كم أنت بعيد حين أمد يدي
فإذا بأصابعها تتجمد من رعب
هل هذا أنت صديقي؟
أعرف أنك آخر لكن صدقني
أنت صديقي وستبقى
هذا آخر بوح لي
ستعود من المنفى في أكثر من سبب
وتحب حياتك ثانية
فاضحك أرجوك صديقي
أنت أنا
÷ سلقطة 23 جويلية 2019
Comments