دقَّ درويشٌ على باب منزلٍ
طالباً كِسْرةَ خبزٍ يابسٍ
أو طريّ .
قال رَبُّ المنزل : " المنزلُ ليس مخبزاً ".
"إذاً ، هل لي بغُضروفةٍ ؟ "
" هل يبدو المنزلُ مَقْصبةً ؟ "
" حفنة طحين ؟ "
" هل سمعتَ رحىً تدور ؟ "
" شربة ماء ؟ "
" هذا ليس بئراً " .
*
كلّما طلبَ الدرويشُ شيئاً
أجابه الرجل بمزحةٍ سمِجةٍ
ورفضَ أن يعطيه شيئاً .
*
أخيراً ، اندفعَ الدرويش ودخلَ المنزلَ
رفعَ ثوبَه ، وأقعى
شأنَ مَن يخْرأُ ...
*
ما هذا ؟ ما هذا ؟
" اهدأْ ، أيها البائسُ . الخلاءُ خيرُ مكانٍ يقضي فيه المرءُ حاجتَه .
ليس في المكان شيءٌ حَيٌّ ، أو شيءٌ يحْيا به الإنسانُ
ولهذا فهو بحاجةٍ إلى سماد " .
ثم بدأَ الدرويشُ لائحةَ أسئلتِه وأجوبتِه :
أيُّ طيرٍ أنتَ ؟ لستَ صقراً مدرَّباً ليدٍ مَلَكيّةٍ .
لستَ طاووساً مُــفَوَّفَ الألوان .
لستَ ببغاء ناطقةً لمكعّبِ سُكَّرٍ .
لستَ بلبلاً يغَنِّي مثلَ عاشقٍ .
لستَ هُدهداً يأتي من سُلَيمان بنبأٍ .
لستَ اللقلقَ الذي يتخذُ عُشّه على السفح.
ما الذي تفعلُهُ ، بالضبْط ؟
أنت من خِلْقةٍ مجهولةٍ .
أنت تُـطْلِقُ عباراتٍ سمجةً
كي تحتفظَ بما تملكُ ، لنفسِكَ .
*
لقد نسِيتَ الواحدَ الأحدَ الذي لا يكترثُ بما يُـمْــــــلَكُ ،
الذي لا يريدُ رِبْحاً من التعاطي مع البشَر .
تمّت الترجمة في لندن بتاريخ 26.03.2019
Comments