top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

دارسٌ مُدَرِّسٌ للــشّعر يكتبُه تغريبةً للعمرالشّاعر(محمّد الصّالح الغريسي)


*** دارسٌ مُدَرِّسٌ للــشّعر يكتبُه تغريبةً للعمر الشّاعر ( محمّد الصّالح الغريسي ) ضيْف نادي الشّعر ( اتّـــــحــــاد الـــكـــتّـــاب التّـــــونــــسيّـــيــــــن ) ***

اِستضاف نادي الشّعربعد ظهر يوم الجمعة المُنقضي 20 ديسمبر 2019 أستاذ الأجيال وَ عضو اتّحاد الكتّاب التّونسيّين الشّاعر الثّمانينيّ ( محمّد الصّالح الغريسي ) ، أطال اللّه عمره ! و قد حضر لتقديمه ، مشكورا ، صديقه الأستاذ الشّاعر ( جلال المخّ ) الذي خيّر أن يعتمد مجموعة ( وينتصر الورد ) مدخلا يُضيئ به تجربة ضيفنا الإبداعيّة ككلّ ، مع أنّ الشّاعر ( الغريسي ) وَ إن جا ءه مخاض الشّعر أَخرَةً أي سنة 1994 إبّان إحالته على شرف المهنة ، فإنّه نشر حتّى الآن خمس مجموعات شعريّة ، وَ هو إلى ذلك يحتفظ في أدراج مكتبه بسبعة مخطوطات شعريّة جاهزة للطّبع . لذلك فإنّ الأستاذ ( المخّ ) لم يفُته أن يتوقّف في البداية عند مكانة الشّاعر ( الغريسي ) مدرّسا للّغة وَ الأدب العربيّيْن في معاهدنا الثّانويّة طيلةَ عقود من القرن الماضي مشيرا إلى أنّ الشّعر فاجأه هديّةً سنيّة في السّنة نفسها التي أُحيل فيها على شرف المهنة فكان بذلك خير مكافأة له على جهده الخيّر في تربية الأجيال على رفعة الذّوق وَ سموّ الجمال داخل المؤسّسة التّربويّة وَ خارجها ... إثر ذلك تطرّق المحاضر إلى مناخ شاعرنا الأدبيّ وَ الإبداعيّ عامّة فسجّل بإعجاب تعفّفه عن الجري وراء المنابر الإعلاميّة وَ أضوا ء الشّهرة مُخيّرا التّفرّغ للكتابة شعرا وَ سردا وَ ترجمة وَ نقدا حتّى لَيُمكن القوْل ، وَ الكلام للأستاذ ( المخّ ) ، إنّ مكتبة كاملة من مؤلّفات ضيفنا الأستاذ ( الغريسي ) في أكثر من نوع أدبيّ تنتظر النّشر ... وَ إذْ تخلّص الأستاذ ( المخّ ) إلى مقاربة تجربة ضيفنا الشّعريّة في ( وَ ينتصر الورد ) وَ في مجمل إنتاجاته فقد توقّف عند التزامه بقضايا أمّتنا السّياسيّة وَ الاجتماعيّة وَ أبعادها الإنسانيّة التي شغلته إبّان الحرب الغاشمة الظّالمة على العراق وَ تداعياتها التي لا تزال تتفاعل في محيطنا حتّى الآن ... وَ إذا كان شعر ( الغريسي ) مرآة لحياته وَ لعصره فإنّ ذلك لا يعني أنّه تردّى في التّقريريّة وَ المباشرة مُضحّيا بالفنّ ، إذ درس ( المخّ ) بتمعّن مكوّنات الشّعر في قصيدة ضيفنا فوجدها حافلة بإيقات سلسة ( في قصائده العموديّة وَ قصا ئد التّفعيلة ) ، كما رصد المحاضر جزالة لغة شاعرنا وَ عصريّتها في آن ممّا مكّنه من تطويعها لرؤًى تخييليّة مبتكرة تتعالق في إطارها الصّور تعالقًا ينعكس بدوْره إيجابيّا على بنية القصيدة ... وَ( الغريسي ) في تصريفه لمكّونات قصيدته يستند إلى اطّلاع كبير على التّراث وَ على القرآن... وَ قد ختم الأستاذ ( المخّ ) محاضرته بالإشارة إلى تصادي شاعرنا ( الغريسي ) مع شاعريْن معاصريْن بارزيْن هما الشّابّي وَ نزار قبّاني ، وَ لكنّه تصادٍ لا ينفي خصوصيّته الإبداعيّة . وَ لعلّ من مميّزاته الفنّيّة الصّدق وَ السّخرية اللّذيْن ينتظمان شعره ...


إثر ذلك أُحيلت الكلمة إلى ضيفنا الشّاعر ( محمّد صالح الغريسي ) فعبّر عن اعتزازه بانتمائه لاتّحاد الكتّاب التّونسيّين مُثمّنا هذه الاستضافة التي أكرمه بها نادي الشّعر وَ شاكرا الحاضرين على احتفا ئهم به ، ثمّ قرأ على مسامعهم قصا ئد من جديده عن تعلّقه بلغتنا العربيّة وَ عن الرّسّام الفلسطينيّ الشّهيد ( ناجي العليّ ) ، كما قرأ قصا ئد أخرى تفاعل الحاضرون معها جميعا في النّقاش فنوّهوا بالنّزعة السّرديّة الحواريّة الدّراميّة التي تخترقها حتّى لقد جا ءت دالّة على نضج تجربة ضيفنا الشّعريّة وَ على غنى موهبته رغم أنّ الشّعر لمْ يُبْكِرْ عليه في حياته ... وَ كان مسك ختام هذه الأمسية اللّطيفة مع ضيفنا الشّاعر ( محمّد الصّالح الغريسي ) الذي قرأ على مستمعيه نوعا آخر من الشّعر يكتبه متمثّلا في معارضاته لنماذج من شعرنا العربيّ القديم وَ خاصّة منه المعلّقات.


*** عــــــــــبــــــد الــــــــعزيز الــــــــحـــــــــاجّي ***

15 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page