top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

خمسة قبلات للحظ للشاعر عادل الهرسي من تونس



1/

ها مسّنا الضُرُّ ، مِنّا الملح قد عُصرَا

و الجرح يندب آهاتٍ إذا ذُكِرَا

كلّ الحروف هُنا بكماءُ في لغتي

لمّا صرَفنا إلى ما دونِها النظرَا

كأنّ جُبًّا به نفْثٌ نما عُقَدًا

غمَاهُ طَمْيٌ فلم يتركْ له أثرَا

تعويذةُ الشعر لا ندري متى انفرطتْ

و ما السبيلُ إذا حرفٌ بها بُتِرَا

فهل سيدرِكُ منها الصبحُ شهْقتهُ

و هل ستُضحِك من أيامها القمرَا؟

2/

هذا زماني ؟ ... أين غَيّب أوّله

لا أنس باق كيف أمنع مُجمله

واليتم رسّخ في الدروب ترجّلا

فيهد أعمدة الضياء و معوله

تمدّ له الكفّين كل سنينِه

كي تبتليه حين تقطف سنبله

نامت على نبع القصيد رياحه

ليجف ماء إذ يصافح جدوله

هذا اليتيم و تلك كل حياته

ليلٌ يمدّ له الرداءَ و يسدله

3/

العيد عندي كأن يصحو بلا وجعٍ

وادٍ بمأربَ أو زيتونُ في صفدِ

و العيد عندي كأن نحيا كسنبلةٍ

مضت ترمّمُ من أفيائها جسدي

و العيد عندي كما الأشعارُ إذْ نطقتْ

تنامَتِ الأمنياتُ الخضر فوق يدي

و العيد عندي خيولٌ حان موعدها

كي تسفيق فلا شُدَّتْ إلى وتدِ.

العيد هذا و كم غنّت قصائدنا

و كم تنادتْ بأن تحيا بلا عُقدِ

4/

من شُرفة المعنى تراودني القصيده

وادي يناجيني و يرسل لي بريده

في أضلعي قمرٌ به شَعُث المدى

من أين يعرُج و الأنا مسدوده؟

فتأوّلت شفتايَ من رئة الصدى

تبني لبوحي صرحَه و تشيده

لا لون في الأحلام يشبه لونها

مذ أينع التأويل فهي جُحوده

كم كذبة في الشوق صدق قلبه

و الدمع نار و الشكوك وقوده

هذا احتراق البوح تلك شهودهُ

أنثى القصائد ناشزٌ و عنيده

5/

تلّوا *)وتيني للجبين و قطّعوا

فدمي يصيح في العروق : مُجوّعُ

و يقول من فرْطِ الجهالة ساخرا

لمّا رأى خبز الجياعِ يُودّعُ :

خُطّوا على صدر الضريح رسالتي

" إني على موت البلاد أوقّعُ "

ا ______________ ا

* الأمر من تلّ مصرفا مع " أنتم " هو تُّلُّنَّ و لكن يشاء الإيقاع أن نتجنى على الصرف أحيانا .

* الوَتِينُ : الشِّريان الرئيسي الذي يغذِّي جسمَ الإِنسان بالدّم النقيِّ الخارج من القلب .

10 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page