* حين يسبح البحر باسم المطر * قصيدة للشاعر التونسي المختار المختاري 'الزاراتي'
- asmourajaat2016
- Jan 26, 2021
- 1 min read

لم أنجز بعد ما يعيد للوردة نظارتها
ولم أكمل تغيير ما في الحقيبة من حزن
ولم أمكث في الأرض سوى صورة
تراكم على أنفاس ألوانها وابل من التعب
ولم أنتهي من تصفيف أعشاب الطريق
لتخضرّ وجنتي بلاد من حريق...
يا سيدة الوقت أما كفاك ما استنشقت من عمري
وتأكدت أنّ سنيني
ماضية لمفترق لغة سبقت روحيا لجحيم المدن
وأنّ غفلة القمر لا تطول أكثر من ما سخرت لها من وجع
لتكتب على السواد المعتم لحن السراب
وتمرّ إلى حدود أغلقها الزمن
لتفتح مسربا لتقف القصيدة على ظلال الحبّ...
يا سيدة رسمت على النخلات سلطانها
ومشت إلى عمق الحقيقة في التراب...
سكبت كلّ ما تملك من إرث الأيام
لتلد كلمات من رحم سماء استقالت من مهامها
وتركت للأرض تسيير الحياة إلى حين
هو الحنين إلى صمت يقينا شرور المكائد
ونعاند
نعاند حتى يستتر ضمير الهو في المعنى
ويتستّر على غربتنا
حتى لا نجرح الوقت بترتيب سفر بعيد
إلى خواتيم الصدى في الرحب...
يا سيدة تراكمت على حلم الرغيف
كحمامة هجرت براري الثلج لتسكن قلب الصيف
وتصفّق بجناحيها في المطلق بحريّة الدنيا
لم نكن على هذي الأرض سوى لطخة حبر
عزفتها العاصفة
فأصبحت في الحناجر أغنية...
ولم نكن سوى خربشة ريشة
فتحت في أرض الرب
دفتر دين الحبّ
ليعبد العصفور غصن الحياة
ويصلّي لصحراء أنجبت لله روحه
في تمرة
وكأس كوثر
وإذا غسل الزيتون جلد السماء
هاج البحر مسبحا باسم المطر...
حبّ نحن سيدتي
حبّ من جمر
وخمر
وصوت الخطر.../...
25/01/2021
المختار المختاري 'الزاراتي'
Comments