مازلتِ بعدُ..
تُذيبين الجليد بعشقك
عن وعد خالفتْه الخيباتُ
ارهقتْه من رزء الغياب المسافاتُ
ذات سعرة للأشواق العاتيه..
مازلت .. تهمسين
لأهل الجوى بسرّ الهوى
حين ينبض في الوريد
و عنه تفترّ اللّمى
معتِّقة خمرتَها الصافيه..
مازلتِ بعدُ..
تمدين الجناحين
مديدا.. مديدا..
نحو المسافات البعيدة القادمه
و تحت القوادم..
تضمين أخلافك
و تحفظين لأهلّة العيد
سناها الأليقَ..
في عيونهم الحالمه
مازلت بعد..
بين الوهاد.. رحّالة
للسامقات .. طلّابة
على جبين الإصرار
تكتبين أقدارك الآتيه..
تسيرين على أشواك الوطن
النور وجهتُك
شجاعة الفرسان صهوتك
أمنية الشهيد طلبتك الباقيه..
مازلتِ بعدُ..
حمالة للصبر..
على جمر البلاد.. تسيرين حافيه
حكايتك في سِفر الزمان
و خارطة المكان..
أوجاع و أشجان
حبكتها أقدارك القاسيه
حروفها.. جرح يضمد جرحا
و الفرح.. كالماء
يسيح بين أصابع الكفّ الحانيه..
مازلتِ بعد..
تُسرّحين شٓعر القصيد..
تجدّلين زهور الحروف
على كتف الأمنيات..
كمامات من زنابق قانيه
و تعزفين للقلب العميد
على نوتة خفقه..
أصداء النشيج.. و الحلم البهيج..
و صرخةِ طلق المخاض
المبشّر باللحظة الحاسمه..
مازلتِ بعدُ..
تلازمين الصباحات إشراقها
تمُدّين ابتسامكِ نحو البراري..
تناغين اشواقها..
و فرحا طفوليا.. و جورية فاتنه
مازلت ترصّعين لتاج للوطن
نجمة درية..
لا شرقية.. و لا غربية
تحبّر للقصيد نبوّته الآتيه..
و مازلتِ.. و مازلتِ .....
( تونس في يونيه 2022)
Comments