حلم
كان الفضاء حالكا
وكان رجلا يتسلق الحائط
يشرئب إلى مربع النافذة
المحاطة بالضوء ،
وكان يقشر الإطار
كأنه يقدح قبسا وقبسا لبقية الظلام
وكنت أغادر حلما نادرا
جمعني بابنتي وبأمي
حلمي أنا ،يضع،خلافا لكل الأحلام
معجما،لكل الأجيال ..
وكان السجل واحدا ،هيأت حقائب
ابنتي ،وعند الوداع اندسست في
لحاف أمي الصوفي ،ذاك الذي
تلبسه نساء قريتنا في الحياة وفي
الممات..
أذكر أنني أصبحت قصيرة جدا أمام
مرمر قامتها ،وأنني أصبحت صغيرة
جدا،وقد انفرط عقد المكابرة
ونزيف الكبرياء ،
وقلت لها لن أخفي عنك
أنني لا أقدر على الغياب ،
لا تطمئني إلى هشيم المداراة ،
ثم عبأت صدري
من ريح صدرها وطعم كسكر حليبها
وقلت للحلم ،
عد دوما ،
ألا ترعوي ؟
ألا تنجز ؟
Comments