top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

حفارو الحياة قصيدة جديدة للشاعر التونسي المبدع سامي الذيبي


حفارو الحياة

ليسوا أسطورةً

ولا ملاحم إغريقية.

تروي الوقائعُ عن حفارين

ماهرين

ومُحترفين

حفروا الحياةَ، وانتصروا عليها

كانت في البداية محاولاتهم بسيطة

مرتعشة وضعيفة

لكنهم استمروا بالحفر ولم ييأسوا

قلتُ: كيف حفروا الحياة

وعلقوا عليها ابتساماتهم

كيف حفروا هذا الفضاءَ المُلغَز، واللا مُتناهي

كيف استطاعت يدٌ بشريةٌ فعل هذا..

قلّبتُ كتب الحياة جميعها

القصص العاطفية

قصائد الشعر بجميع لغاتها

كتب الفلسفة، والحكمة، والتصوّف،

علوم الأرض، والفلك، والبحار، والهندسة، والطب

والديانات، والفنون جميعها..

قابلتُ المجانين والدراويش والصعاليك

وأبناء الليل

وتقمّصتُ تجاربهم

لكنّني لم أجد ما يبلّلُ ريق الحقيقةِ

فاتخذتُ صخرة وغفوتُ

أفقتُ، وقد فقدتُ حوتي الذي كان منقذي من كل غرق مُحتملٍ

وأنا منهمكٌ في رصد خطواتي سمعتُ عابرًا يوصي عابرًا

"لا تُمهِلِ الوقتَ وَقتكَ، وٱبْرِ إرادتكَ قلما وسهما يصيب الهدف، وَأَعْلِ جدار طموحكَ، وعطّر رؤاك بالصّبر"..

ومضى،

ناديتُ: يا عابرًا علّمني اروِ عطشي

قال (سريعا فلا وقت لي)

لكي تحفر هذي الحياة

لا تهدرِ الوقتَ، يمضي العمر سريعا كمزحةٍ

كن قويّ الإرادةِ، ما البشريّ من غير تحدٍّ؟

وكن طموحًا، ألف عشبة نمت في صخرةٍ

وكن صبورًا، فقط صبورًا..

______

8 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page