جالسا وحدي وسيجارتي
على مقعد الحيرة
في شارع كالهباء
بين ثقوب الزّمن..
جميع من ضحكوا، فضّوا عطالة الشّجر
ثمّ انفضّوا إلى خبزهم وخمرهم
حملوا بريق قلبي إلى حيث يخبو
تركوا ظلّي بجانبي
يقطّر على البلاط الأخرس
حزني..
جالسا وحدي وسيجارتي
لا طفلا يربّت على كتفي
لعلّي أطير فوق الشارع قليلا
وأحدّث نفسي
بأنّ الشّمس في الأفقِ..
لا صبيّة قبّلت أنفي الاصطناعيّ
بشفتي فراشتها
فربّما عادت البسمة
إلى قلبي
أدراجها..
وربّما وشوشت الأشجار في أذني
"ابتهج، أيّها المهرّج،
في الشارع حلم يتبرّج"..
جالسا وحدي، وسيجارتي
وطفلي الّذي لم ينم أبدا
يطلّ من تحت البلاط عليّ
ويبتسم
لا أحد كلّمه
لا أحد سلّم عليّ
الكلّ يجري إلى آخر الشّارع
خلف خطوة تائهة
ولا علَمُ
تاهت البسمة
في عتمة الأرجل
وأنا لوحدي
أتألّم.
حزن المهرّج
المنتصر الحملي
Comments