حمامة أخرجت... جناحها من قبرها ... لتتحسس أغصان... زيتون العروبة... فلم تجد غير ملوحة ... ملوحة مركب ... يمخر في بحر أسود... قبطانه تسيل الدماء... من فمه بلا توقف ... وقد طالت أنيابه ... كستها جلود ... اليتامى والثكالى ... وٱختلطت عجينة يده ... ببصمات محروقة ... وبسمات مسروقة ... تقاسمها مع سماسرة.... الحروف والأحلام... سماسرة تعودوا... بيع التراب ... بأبخس الأثمان... أرادوا أن يسرقوا ... الأبواب ... النوافذ... الصوامع ... حتى اللغة ... أرادوا طمسها... فٱنتفضت الحمامة .... ماسكة بيد.الشهيد .. وقالت : ٱنهض .... ٱنهض من جديد .... وٱجمع قطع لحمك... من على جدرانهم... جلدك من أسواق صحاريهم.... دماءك من سواقيهم ... ٱجمع ولا تخف.... وٱضربهم بحجر... محشو رصاص... ولا تأبه لزئيرهم... فقد أصبح ثغاء ... يقرف الأسماع... بعد أن لبسوا ... أصوافا على أصواف.... وقالوا دوسوا ما لا يداس ... ٱجمع ...ٱجمع.... وٱزرع رجليك نخيلا .... وٱلمس السماء بعيونك... وٱرسم أجنحة من نار ... ولا تطأطئ... لا تنحني ... حتى إن دقت أجراسهم ... فلا أجراسهم تخيفك .... ولا أساطيرهم ترهبك .... ٱخرج ... ٱخرج من عيون مراياهم... من أسماعها ... من أفواهها... وكن ريحا صرصرا.... تقتلع أعجاز قرابينهم المسمومة ... حتى يستقروا في توابيتهم ... إلى الأبد .... أخرجت حمامة... جناحها من قبرها ... لتتحسس أغصان.. زيتون العروبة ... فبتر جناحها...
صبيحة حفيظ
留言