top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

جابر عصفور.. بين طه حسين ونجيب محفوظ (عن بالعربية نات)


عمل الراحل الدكتور جابر عصفور، على امتداد عقود زمنية من التفكير والكتابة والتأليف، على تشييد مشروعه النقدي المؤثر، عبر كل ما نشره من مقالات ودراسات، وما ألفه من كتب وأبحاث، منشغلًا فيها بأسئلة وقضايا ثقافية وفكرية ونقدية وإبداعية عديدة، من قبيل أسئلة: التراث والأصالة والحداثة والمعاصرة والتنوير والحرية والمدينة، والصورة ومفهوم الشعر، ومفهوم النقد والمرآة، والمثاقفة والترجمة، ومستقبل الثقافة، والوعي النقدي، والمنهج والزمن الإبداعي، وغيرها من الأسئلة والقضايا الأخرى.

فضلًا عن اشتغاله الموازي على أجناس أدبية وتعبيرية أخرى، يأتي على رأسها الشعر العربي، قديمه وحديثه، في مرحلة أولى، قبل أن يأخذه “زمن الرواية” إلى عوالمه المثيرة، وغيرهما من الأجناس الأدبية والانشغالات الأخرى، كالقصة القصيرة، والسيرة الذاتية، ورواية السيرة الذاتية، والنقد الأدبي، ونقد النقد.

ومن بين المشاريع النقدية والأدبية الرائدة، الأكثر هيمنة وحضورًا في اهتمامات الدكتور عصفور النقدية، نشير إلى المشروع النقدي كما بلوره طه حسين، وإلى المشروع الروائي كما شيده نجيب محفوظ، على امتداد فترات زمنية من حضورهما وتأثيرهما، الأدبي والنقدي، في الدكتور جابر، وفي الأجيال المتعاقبة.

على هذا النحو، يبدو أن كلًّا من طه حسين ونجيب محفوظ، على وجه الخصوص، قد شغلا تفكير الدكتور عصفور، وبشكل لافت ومهيمن، في كتبه وأبحاثه ومقالاته وحواراته، بمثل ما شغلا أيضًا الحياة الثقافية العربية في مصر، وباقي البلدان العربية الأخرى، أكثر من غيرهما من الأدباء والنقاد العرب الآخرين، ممن تناول عصفور أعمالهم الإبداعية والنقدية، في انتمائهم إلى أزمنة متفاوتة، وإلى مدارس واتجاهات متنوعة، وأيضًا في انحدارهم من أجيال مختلفة.

فإذا كان عصفور قد خص طه حسين بكتاب هام، بعنوان “المرايا المتجاورة: دراسة في نقد طه حسين”، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، عام 2014، في كونه بحثًا يحاول، كما جاء في مقدمته: “التعرف على طبيعة الفكر النقدي عند طه حسين” (ص7)، فقد خصّ نجيب محفوظ كذلك بكتاب شامل بعنوان: “نجيب محفوظ: الرمز والقيمة”، الصادر في طبعته الأولى عن “جائزة القذافي العالمية للكتاب” (د.س.ط)، بمناسبة حصول الدكتور جابر على هذه الجائزة، بما هو كتاب عده شخصيًا بمثابة حفريات في “عالم نجيب محفوظ الروائي ونقاده على امتداد ربع القرن الأخير”.

“طه حسين ونجيب محفوظ، على وجه الخصوص، شغلا تفكير جابر عصفور، وبشكل لافت ومهيمن، في كتبه وأبحاثه ومقالاته وحواراته، بمثل ما شغلا أيضًا الحياة الثقافية العربية في مصر، والبلدان العربية الأخرى”.

ويعدنا عصفور، في مقدمة كتابه، بدراسة شاملة معمقة عن رؤية نجيب محفوظ للعالم، راجيًا، كما قال، أن يكون في العمر بقية لتحقيق هذا الحلم (ص18)، لكن يد المنون كانت أسبق من أي حلم..

يقول الدكتور جابر، محددًا بداية علاقته الأولى بطه حسين، ومستحضرًا قراءته الأولى لإبداعه: “عثرت وأنا في المرحلة الإعدادية على كتاب “الأيام” لطه حسين في مكتبة من مكتبات المحلة الكبرى، أغلب الظن أنها مكتبة “البلدية”.

وقد فتنت بهذا الكتاب فتنة باهرة، وظللت متعلقًا به منطويًا عليه، مكررًا قراءته مرات ومرات، حتى أني كدت أحفظ صفحات منه، وجعلته نبراسًا لحياتي في المرحلة الأولى منها، وكان سحر الكتاب دافعًا لي إلى أن أكون مثل طه حسين الذي كتب هذا الكلام البديع، وهذه السيرة الذاتية الساحرة، وهي السيرة التي لا أزال أظنها حددت مجرى حياتي، كما حكيت في كتابات أخرى عديدة” (“بوادئ الكتابة”،

مجلة العربي، العدد 753 ـ 2020)*.

2 views0 comments

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page