أيّها البدوي
الذي لم يتعلم السباحة..
تشبّث بالمركب قليلاً
ولا تقنط..!
أيها السندباد الصحراوي
بانجليزيته الزرقاوية
وسط شارع أكسفورد
وأنفه الصقري
الذي يتحسّس قوارير
الذكريات المختومة
في بيروت وقبرص
والمفرق
تمهّل قليلاً قبل أن
نلتقي هناك
على الجهة الأخرى
من النهر
حيث النسخة الذهبية
لهذه الحياة التي أرهقتنا
بالعيش..!
فثمة المزيد من
الأشعار التي ينبغي أن تكتبها
وثمة المزيد من الأصدقاء
الذين ينبغي أن تزلزل
طمأنينهم
بروحك المشاكسة
وقلقك الناري..!
أما إذا استعجلت السرى
مثل رحالة غامضين
فها أنذا أعطيك الإشارات
كي لا تتيه في الأدغال
ولا تأخذك الصحاري
الشاسعة إلى
مخادع الرمال..!
ألم تثق بي كل هذه السنوات؟
وشهدت لي بالمحبة
وقلت لي مرّة: يا اخي وسميّي
إذن لن أخدعك.!
ثمّة بوابة ضيقة أمامك
محروسة بأرواح علوية
ليس الأمر مزعجاً البتة
فلديك اسم نبي
وأمك التي أحببت
ستكون هناك بانتظارك
وستضحك كثيراً
حين تكتشف أن الموت
ما هو إلا نعاس خفيف
يسحبنا بهدوء
نحو الأبدية..!
(الصورة تعود إلى العام 1994 في غاليري الفينيق بعمان)
Comments