شوارع المدينة مكتظة بالروائح العفنة فضلات وشاية كاذبة... و مومس مخمورة على قارعة الطريق تلملم آثار شرف أهدر تحت أرجل السفلة... سياسي يعتلي منصة الخداع بين مسطولين بالحرية المزيفة بائع كتب يطأطئ رأسه خجلا بعد اتلافه المقدمة واتحاف الزمان بين أيادي الخونة... وطالب يلهث وراء معلومة حجبتها سحب الجهل... وذاك الشاب وتلك الشابة يقبعان تحت جدار الوهم بأن غدا أجمل... وأن وعودهم صادقة... وأن الشمس ستبزغ من المغرب تحمل الخبز وتوزع الأنفة... تزرع العدل... وتروي القحط... وشاعر يرتعش القلم بين أنامله.... ينْظُم سَكَرات قلب ونحيب قافية على رويٍّ ساكنٍ... قيده العجز. شوارع مدينتي يا سادة مكتظة بالعجائز والعجَزَة بالأمهات الثكلى... وأطفال الشوارع... بالمرتزقة... والمجرمين... وهذا العَربيدُ ينبش سلة القمامة... يخرج منديلا مغمسا بدم الشهيد... ودم سارق أضناه الجوع فقطعت يده... بيد جلاد سرق قوته وقوت ولده.... شوارع مدينتي يا سادة... بعد ألف عام ونيف من الحضارة... جاؤوا بعصا موسى... يخفون وراء ضحكاتهم سموما.... قالوا نحن لها حافظون فكانوا لها مخربين... مدمرين... شوارع مدينتي يا سادة... لم تعد آمنة ولا مضيئة... ولا خضراء... شوارع مدينتي يا سادة مكتظة بالروائح العفنة
بقلم: نادية الاحولي
Comments