* قصيدة معارضة لمعلّقة عمرو بن كلثوم الّتي مطلعها:
ألا هبّي بصحنك فاصبحينا *** و لا تبقي خمور الأندرينا.
بِسِحْـــــــــــــرِ الْعَـــيْــــنِ فِي الْغِيــــدِ ابْتُلِيــنَا
وَ كَــــــــانَ السِّحْــــــــــــــرُ مَعْقُـــــودًا مَكِينَــــا
و َسِحْـــــــــــرُ الْعَــيْـــــــــنِ لَا يُحْيِي قَتِيـــــــــلًا
إِذَا مَـــــا الحْـُبُّ قَـــــــدْ أَمْسَــــــــى دَفِيــــــــنَا
فَمَـــــــاذَا لـَـــــــــوْ تَكَرَّمَــــــــتِ الشِّفـَــــــــــــاهُ
بِمَعْسُــــــــولِ الرُّضَـــــــــابِ فَقَــــــدْ صَدِينَــا 2
و َ فُكِّــــــي السِّحْــــــــــرَ عَــــــنْ قَلْبٍ مُعَنًّـى
وَ جُـــــــــــــــودِي بِالْوِصَـــــــــالِ وَ قَبِّلِيـــــــــنَا
فَلَا تُشْفَــــــى الْقُلـُــــــــــوبُ بِغَيْـــــــرِ وَصْـلٍ
و َ قَـــــــــدْ ذُبْنَـــــــــا بِغَيْبَتِكُــــــمُ سِنِيـــــنَــــــــا
5
وَ كَمْ بِتْنَـــــــــــا عَلَى مَضَضٍ حَيـَــــــــــــــارَى
وَ هَــــــــــا الْأَيـًّـــــــامُ تَطْحًنُنـَــــــــا طَحِينَـــــــــا
وَ تَقْتُـــــلُنَـــــــــــا بِحَسْـــرَتِنـَـــــــــا مِـــــــــــــــرَارًا
تُجَرِّعُنـَــ،،،،،،ــا المْــَـــنُــــــونَ بِمَــــــا ابْتُلِينَـــــا
تُطـَـــــالِعُنِـي الجْـَــــــــــــرَائِدُ كـُــــــلَّ يـَــــــــوْمٍ
بِمَــــــــا أَغْــــــــدُو لِمَسْمَعِـــــــــــــهِ حـَــــــــزِينَا
شَبـَـــــــــابٌ لَا تَقَــــــــرُّ لَهـُـــمْ جُفُــــــــــــــــــونٌ
يَجُــــــــــــــــرُّونَ الخْـُــطَــــــــى مُتَخَاذِلِيـــــــنـَـــا
فَمَــــــــــــا ظَفِـــــــــــــرُوا لمِحْنَتِهـِــــمْ بِحـَــــــلٍّ
وَ لَا عـَــــرَفُـــــــــــــوا الحَْقِيقَــــةَ وَ الْيَقِينَـــــــــا
10
وَ لَا الْوَطــَــــنُ اسْتَطَـــــــابَ لَهُـــــمْ مُقَامًـــا
وَ لَا عَـــــــرَفُوا لِمـَـــوْطِنِهِــــــــــــــمْ حَنِينَـــــــا
أَرَى الْأَوْطَـــــــــــــــانَ تَنْخُـــــرُهَا الحْـُــــــــرُوبُ
وَ تَهـْـــــدِمُــــــــــهَا الْمَعَــــــــاوِلُ أَجْمَعِينَــــــــا
أُنــــَـاسٌ لَيـْـــــــــــسَ تـَــــرْدَعُهُــــمْ عُهُــــــــودٌ
وَ بَعْــــــضُ النَّـــــاسِ قَدْ حَنَثــُـــــوا الْيَمِينَـــا
فَـــــــــلَا صِـــــــــــدْقٌ وَ لَا ذِمَـــــــمٌ لَدَيْهِــــــمْ
يُــــــــــرَاؤُونَ الخْــَــلَائِـــــــــقَ مُفْسـِـــــدِينَــــــا
وَ كـَــــــــمْ دُوَلٌ لَنـَـــــا بَــــــــاءَتْ بِخُسـْــــــــرٍ
مِـــــــــنَ الحْــُـــــكَّامِ إِذْ حَـلَفُــــوا الْيَمِينَــــــــا
15
فَسَــــــــــــارُوا بِالْبِــــــــلَادِ إِلَى حَضِيـــــــضٍ
وَ زَادُوا حَظَّهَـــــــــــــــــا وَحَـــــلًا وَ طِينَــــــــــا
"تَكَسَّــــــــــرَتِ النِّصَــــالُ، عَلَى النِّصَـــــالِ"
وَ قَــالَ الشَّعْـــــتبُ: لَــــنْ نَحْنِي الجْــَبِينَـــا
فَقُولـُـــوا لِلــطُّغَــــــــاةِ عَلَى الْكَــــــــرَاسِي
مُحَـــــالٌ أَنْ تُشِيعُـــــــــــوا الــــذُلَّ فِينَــــــا
يُرِيــــدُ الشَّعْـــــــبُ أَنْ يَحْيَــــــــــا عَــــــزِيزًا
وَ يَــــأْبَى الْكُــــــــــــلُّ عَيْــشَ الْبَائِسِينَـــــــا
سَنَبْـــــــــقَى ثَابِتِـــــيــنَ عَلَى الْمَبَـــــــادِي
عَـلَى ذِي الْأَرْضِ شِئْنـَـــــــا أَمْ أَبِينَــــــــــــا
20
عَلَيْـــــكَ"أَبَا الْأُسُــودِ"3 سَـــــــــــلَامُ وُدٍّ،
وَ إِكْبـَــــــــارٌ أَرَاكَ بــِـــــــــــــهِ قَـــــمِينَـــــــــا 4
تُـــــــــرَاوِدُنَا الْوَسَــــــاوِسُ بِالخََْـطَــــــــــايَا
فَنَسْمُــــــــو رَغْـمَ أَنـْـــــــفِ الجْـَـــاهِلِينَـــا
لَقَــــــــــدْ كُنْـــــــتَ الْمُعَلِّـــــــــــمَ لِلْكـِـــرَامِ
وَ كُنْتَ الشَّــــاعِــــــــرَ الْفَحْـــلَ الْمُبِينَــــــا
وَ لـــــــوْلَا أَنْ وُجِـــدْتَ بِغَيْــــــرِ عَصْــــــرٍ
لَقُـــــــدْتَ الْيَـــــــوْمَ أَرْضَ الْمُسْلِمِيــنَــــا
فَهَــــــــذَا الْقُـــــدْسُ دَنَّسَــــــــهُ الْيَهُــــودُ
وَ غَـــــــزَّةُ أَهْلُهَــــــا قَطَعُــــوا الظُّنُـونَــــا
25
بِأَنْ يُجْلـُــــــوا عَـــــــــــدُوَّ اللَــــهِ عَنْهُـــــمْ
وَ أَنْ يَأْسُـــــــــــوا قُلُـــــوبَ الْمُؤْمِنِينَـــــا
وَ أَنْ يَبْنـُــــــــوا فِلِسْطِـــــيـــنَ الْمَعَـــالِي
وَ أَنْ يُعْلــُــــوا لَــهَــــــــا حِصْنًـــا حَصِيـــنَا
فَــــــيَكْفِــــــــي مَا يُكَابـِــدُهُ الْأَهَــــــــــالِي
وَ قَــــــــــدْ نَكَلُــوا بِهِــــمْ عَــــدَدًا سِنِينَــــا
وَ حَــــدِّثْ عَــــــنْ بِلَادِ الشَّــــامِ خَيْـــــــرًا
وَ أَهْــــــلُ الشّـَـــــامِ كَانـُــــــوا آمِنِينَــــــــا
تَأَلـــَّــبَـــتِ الرَّعَــــــاعُ عَـــلَى الْــــبِـــــــلَادِ
وُحُـــــــوشًا مِنْ بـِــــلَادِ اللــــــهِ جُـــــــــونَا 5
30
فَكـَـــــــــــرُّوا مِثْلَمَـــــا يَغْــــــزُو جَـــــــــرَادٌ
مِنَ الْأَصْقَــــــــــــاعِ جَــــاؤُوا غَاضِبِينَــــــا
أَطَلُّــــــــــوا بِالخْــَـــرَابِ عَــلَى الْبــِــــــلَادِ
فَهَـــــــــــزَّ الشَــرُّ مِنْهُــــــمْ "قَاسَيُـــــونَــا" 6
فـَــــــلَا عَــرَفَتْ بِلَادُ الشّـَــــــــامِ أَمْنـًــــــا
وَ لَا "بـَـــرَدَى"7 تَنَفَّـــــــسَ يَاسَمِـــينَـــا
فَهَبـَّـــــــــتْ لِاقْتِنـَـــــاصِهِــــــمُ جُنـُــــــودٌ
تَصَـــــــــــدَّوْا لِلْعـِـــــدَى مُتَمـَـــــرِّسِينَـــا
أَذَاقُــــوهُمْ صُنُــــــوفَ الْوَيْلِ، حَــــــرْبًا
عَلَى الْإِرْهَـــابِ، فَاحْتَلَقُـــوا الذُّقُـــونَا
35
وَ فَــــــرُّوا مِثْلَمَـــــــا فَــــــــــرَّتْ ذِئـَـــابٌ
إِذَا مَـــــــا النَّــــارُ دَاهَـــــمَتِ الْعَـــــرِينَا
وَ حَـدِّثْ عَـــــــنْ رُبَى' يَمَــنٍ سَعِيــــــدٍ'
يُدَاهِمُــــــــــهُ الرَّعـَــــــــاعُ مُخَـــرِّبِينَـــــــا
فَلَا حَفِظُــــوا لِذِي الْقُــــرْبَى جِــــــوَارًا
وَ لَا رَاعَــــــوْا ذِمَـــــــــــامَ الْأَقْرَبِينـَــــــــا
فَكَيْـــفَ الْمَــــــــــرْءُ يَقْتُـــــلُهُ أَخُـــــــــوهُ
أَوِ ابْنُ الْعَــــــمِّ قَتْــــــــلَ الْحَــــــاقِدِينَــا
كَأَنَّ دِمَـــــــاءَهُمْ قَدْ صِــــــــــرْنَ مَــــاءً
وَ مَــــــــاءُ الْقَلْبِ حَـــاشَى أَنْ يَهُــــــونَا
40
نَمُــــدُّ يـَـــــدَ الْمَــــعُونَـــــةِ لِلْغَــــــرِيبِ
وَ نَهـْـــــوِي بِالسِّيَـــــــاطِ عَلَى ذَوِينَـــا
كَــــــــأَنَّ اللـــــهَ نَزَّلَهُـــــــــمْ مُلـُـــــــــوكًا
وَ أَنْزَلَنَــــــا عَبِيــــــدًا صَاغِــــــرِينَـــــــــا
نَدِيـــــنُ لَهُمْ بِطَاعَتِنَــــــــا خُضُوعًــــــا
وَ نُسْـــــــرِعُ بِالْــــــوَلَاءِ مُهَـــــرْوِلِينَــــــا
فَمَــــنْ لَا يَبْتَغِي فِي الْعَيْــشِ عِـــــزًّا
قَضَى فِي النَّاسِ عُمْــرَهُ مُسْتَكِيـــنَــا
فَلَيْـــتَ الْكُـــلَّ يَصْحُو مِنْ سُبَـــــــاتٍ
فـَــــــنَحْيَـــــا بِالْإِبَـــــــــاءِ مُكَرَّمِيــــــــــنَا
45
وَ نَبْـــــنِي قَلـْــــعَةً تَحْـــــمِي حِمَــــــانَا
نُعَـــــلِّي صَـــــرْحَــــهَا عِلْمًا وَ دِيـــــــنَا
14/12/2019
محمد الصالح الغريسي
-----------------------------------
[1] - تضمين لشطر من بيت للمتنبّي في قصيدته المشهورة الّتي مطلعها :
نُعِدّ المَشرَفيّةَ والعَوالي *** وتَقْتُلُنا المَنُونُ بِلا قِتالِ
و البيت هو :
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ °°° تكسَّرت النِّصالُ على النصال
صدينا : أصابنا العطش
[3] : أبو الأسود: لقب اشتهر به الشّاعر الجاهليّ عمرو بن كلثوم عند العرب في عصره.
[4] - قمين : جدير
[5] - جُونٌ : الجون هو الأسود.
[6] - قاسيون : اسم جبل في سوريا
[7] - بردى : اسم نهر في سوريا
Comentários