مَعَ أنَّ الأمسية الثّامنة وَ العشرين منْ نشاط نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ) هذا المَوسم لمْ تجر فعاليّاتها الأسبوعَ المُنقضيَ ، بعد ظُهر يوم الجُمعة كما هو مُعتاد منذ انطلاق عملنا في بداية شهر أكتوبر الماضي ، فإنّ أحبّاء الشّعر وَ أصدقا ء ضيفتنا الشّاعرة ( ماجدة الظّاهري ) كانوا في الموْعد لتكريمها وَ تقريظ مسيرتها ، وَ ذلك يوم السّبت 27 ـ أفريل 2019 بعد الظُّهر . فعلاوةً على حضور النّاقد المُتميّز الأستاذ ( بشير الجلجلي ) لأوّل مرّة بيننا ، لتَقديم الشّاعرة المُحتفى بِهَا فقد شرّفنا بالحضور كلّ من الشّاعر الفلسطينيّ الكبير المُقيم في تونس الأستاذ ( طلال حمّاد ) وَ الأديب النّاقد ( مراد ساسي ) وَ الأديب ( عمر السّعيدي ) وَ الرّسّامة ( سُعاد الشّهيبي ) وَ الصّحفيّة اللّيبيّة الشّاعرة ( نيفين الهوني ) ، وَ كذلك عائلة ضيفتنا المَاجدة. وَ قبل أنْ تُحال الكلمة للنّاقد ( بشير الجلجلي ) لتقديم ورقته النّقديّة التي محورها تجربة ضيفتنا ، فقد استمع الحاضرون إلى عُجالة عن شاعرتنا التي أصبح في رصيدها حتّى الآن عملان شعريّان مُتميّزان هُما : ــ ترانيم الماء ، نُشر سنة 2010 ــ ما تَيَسَّرَ منْ صورتها ( نصوص شعريّة ) سنة 2015 وَ لأنّ ماجدة أصيلة مدينة ( سيدي بوزيد ) وَ سبق لها أن ناضلتْ في شوارعها قبل أن تتحوّل إلى العاصمة فقد سجّلتِ الفاجعة التي شهدتْها مدينة ( سبّالة أولاد عسكر ) حضورها مصحوبةً بمشاعر الحسرة وَ الألم التي انْتابت الحاضرين مثلما استبدّتْ بالتّونسيّين جميعا ، فجا ء التّرحّم على هؤلا ء الضّحايا مُقترنا بالغضب الشّامل من الحالة المُزرية التي تردّى فيها وطننا وَ التي ظلّتْ عُنوانا بارزا له منذ ثماني سنوات دون أن تنجحَ الطّبقة السّياسيّة المُفلسة في تخليص البلاد وَ العباد ممّا يُحِيقُ بهم ... وَ إذ أُحيلتِ الكلمة للأستاذ ( بشير الجلجلي ) فقد جا ء تْ مُداخلتُه مُقتصرة على كتاب ( ماجدة ) الثّاني ( ما تيَسّر مِن صورتها ) تحتَ عنوان (تَقَاطُعُ الصُّورِ في " مَا تَيسّر منْ صورتها " لِ " ماجدة الظّاهرة " ) . وَ قد جا ء تْ مُحاضرتُه شيّقة شدّت انتباه الحاضرين برصانتها وَ نهجها الموضوعيّ إذْ مهّد بتعريف للصّورة في النّقد الحديث مُشيرا إلى شموليّتها وَ مُعتبرا أنّها في الشعر الجديد مُعادلة للرّوح في علاقتها بالجسد . ثمّ تخلّص الدّارس إلى تعداد صور ماجدة الشّعريّة في كتابها هذا : صورة الشّهيد ، صورة المُحبّ ، صورة الوطن ، صورة العالم ، ليستخلص في خاتمة دراسته أنّ صورة العالم هيَ المُهيمنة بما أنّها تردّدتْ في نصف قصا ئد الدّيوان تقريبا ... إِثْرَ ذلك تناولت الشّاعرة الضّيفة ( ماجدة الظّاهري ) الكلمة فقرأتْ قصا ئد من ديوا نيْها الأوّل وَ الثّاني ، بينما كانتْ صديقتها الرّسّامة ( سُعاد الشّهيبي ) مُنهمكة في استيحا ء عناصر لوْحتها التّشكيليّة ممّا يدور في قاعة ( العروسي المطوي ) التي تُقام فيها نشاطات النّادي دائما ... وَ لقد جا ءتْ نقاشات الحاضرين مُتفاعلة مع المُحاضر وَ مع الشّاعرة فخاضوا في شتّى النّقاط المُتعلّقة بمسيرة ضيفتنا الإبداعيّة وَ بكثير من الأفكار وَ الأحكام التي خلص إليها النّاقد الأستاذ ( بشير الجلجلي ) ، فأثنى الجميع على أصالة تجربة الشّاعرة ( ماجدة ) مُعتبرينها صوتا مُتفرّدا إبداعيّا ضمن من يكتبون قصيدة النّثر في تونس ، حتّى أنّ مُقدّمها ( الجلجلي ) لمْ يأخذ عليها إلّا اعتمادها غير المُوفّق على اللّازمة في نصّها ، وَ الحال أنّ هذه التّقنية من علامات شعريّة سابقة ... غير أنّ نصّ الشّاعرة ( ماجدة الظّاهري ) الذي ختمتْ به قرا ء اتها وَ الأمسية ككلّ جا ء ت بنيته متينة السّبك خالية من التّرهّل ... فشكرا لضيْفتنا على تشريفها إيّانا في النّادي ، وهيَ المُواكبة لنشاطاته منذ بدا ية الموسم حتّى أنّها سبق لها أن آزرتْ نشاطنا بتقديم ضيْفيْن في حصّتيْن مًتباعدتيْن . كما أشكر النّاقد الأستاذ ( بشير الجلجلي ) على تشريفه إيّانا بحضوره اللّطيف بيننا وَ على مُحاضرته القيّمة التي زانتْ عملنا بقدر ما شرّفته هو ... كما أشكر بقيّة الحاضرين على وفا ئهم الدّا ئم لأنشطة ناديهم . *** عبد العزيز الحاجّي ***
top of page
12654504_225396331128191_883311691589806
1080-1-fr-363bc6a16aa0ae0db5eacd885968d1
12654504_225396331128191_883311691589806
1/6
لجميع ابداعاتكم هذا الفضاء الحرّ
bottom of page
Comments