top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

تغريدة البوم قصيدة للرائع العراقي الشاعر جابر السوداني


أيها المغروسُ بين

الوهمِ والموتِ المؤجلِ

منذُ ازمنةِ البداياتِ

السحيقة.

هذه الأرضُ التي تحبو

عليها.

تركت ما بينَ روحِكَ والمنيةِ

الفَ جرحٍ غائرٍ ودماً يفور.

وجعاً

يحاصرُ وجهَكَ المغلوبَ

أنى ما تكون

ويقضُّ مضجعَكَ العسير.

بالقصائدِ والنشيج.

الانَ قد ازفت خطاكَ

على المسير.

تنوءُ بالحلمِ الضرير.

وبما تبقى في خيالكَ

من خياراتِ الرحيل.

أنتَ تجهشُ بالبكاء.

دون ما سببٍ وجيهٍ للعويل.

أنتَ افنيتَ المراحلَ

خطوةٌ تمضي

وتاتي خطوةٌ أخرى

تجرُكَ مرغما

لقرارةِ الوجعِ النبيل.

أنتَ ملحُ الأرضِ

ليس لديكَ غيرُ أديمِها

وجع بديل.

كلما أنبتَ قلبكَ في الأقاصي

أحسستَ أن جراحَهُ

تزدادُ شبراَ من جديد.......

..............................

رغمَ أنكَ الآن ميتٌ

تسيرُ بهيئةِ الامواتِ في

طرقِ الوجود.

لكن هذه الأرضَ مازالت

تستبيحُ حلمَكَ المسجى

على دكةِ الموتى المسافرين.

لا شيءَ

يجعلكَ ميتا حقيقيا.

سوى الأرضِ التي ستدفنُ فيها

او الأرضِ التي

مازلت تحبو عليها

فأنتَ

ما بين هذه المنيةِ

وذاكَ الاديم.

اما ميتٌ وأما قتيل.

منذُ ولدتَ وانتَ تحبو.

مرةً راكضا ومرةً راكعاً.

أيها المغروسُ كجذعٍ ميتٍ

في رمالِ الهجيرةِ

دَعكَ من خيارِ الرحيل.

هذه الأرضُ

ليست سواءٌ بسواء.

والرحيلُ ليس مجردُ خطىً

يعدها المهاجرُ الغريب.

إلى مبتغاهُ البعيد.

انتَ الانَ تودعُ رحمَ امِكَ

و تودع عطرِها الحفيّ

هنا الموتُ وقحٌ

مثل كلابِ البدوِ

حينَ تزجرُهُ لا يرعوي.

فكيفَ تغفو

وعلى جفنيكَ ظلُ المنيةِ

وشهقةُ الحريق.

استفق هنا خاتمتُكَ التي

هربتَ منها

استفاقت من شرودِها

على صوتِ اندحارِكِ

بعدما افنيتَ عمرَكَ مرتين.

لتجيءَ تسألُ

عن اشتعالِ دمِكَ بالحنين.

قم أيها المسجى

حييّ وعدَكَ المؤجلَ

وعد إلى منيتِكَ من جديد

جابر السوداني من العراق

6 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page