تسير هائمة.. مثقّلة الخطى.. لا تدرك لها مستقرّا.. تتجاذبها الأحداث.. القريبة والبعيدة.. تسكنها المخاوف.. بصيص نور من بعيد يلمع في ذبول.. أطياف تجذبها وأصوات مختلفة تهمس بكلام مبهم.. تختلط عليها الأصوات فتصمّ أذنيها.. تتقّي ويْلاتها.. لا مفرّ من الوقوف.. لحظة بين المراعي تميّز الدّروب.. تقف في مفترق الطّرقات.. تائهة.. حائرة.. تتجاذبها الذّكريات.. تتنازعها الأحلام.. هواجس تفتح ذراعيْها تدعوها الى الأمان.. الى الدّفء والحنان.. ظنون عديدة تمدّ أيديها تجذبها إليها.. تستدرج اهتمامها.. تدور حول نفسها كورقة يابسة اقلعتها الرّياح من موطنها فتاهت وسدّت أمامها أبواب الأمل.. هذا الطّريق طويل.. عليل.. يغريها بتغيير المسير.. وهذا محفوف بالمخاطر.. سكنه الدّفء.. ظلّله وأسدل عليه غمامة بيضاء.. تقيه الأنين.. استقلّت قطار الأمل.. ركبت عربة يفوح شذى عطرها دون ملل.. لتكن ملجأها الأخير.. من بعيد ضياء يدعوها في دلال.. يدغدغ الفؤاد.. تتسارع خفقاته.. حالمة.. يحضنها.. يدعوها إلى رحلة عبر الأحلام.. تركب مراكب النّسيان.. أشرعتها ممزقة من طول المسير.. تدفعها الرياح إلى برّ الأمان.. والرّياح بركان مجنون لا يعرف له مستقرّ.. يهمس بمعسول الكلام.. يرتجف الفؤاد.. ينصاع مكبّلا بالأحلام.. يرفع الزّمان راية الإنتصار..تعود المخاوف كسنا سيف يقطع الدّروب.. يهمّ بنبش الذكريات.. يرسم النّدوب ..تلوّح النّكسات بمنديلها المبلّل وتختزل المسافات.. تحضر الآهات تسبح في العبرات.. يخفق العليل يلملم شتاته.. تضطرب خفقاته.. تتسارع نبضاته.. يسبح في برك من الألم الدّفين.. يعلن ضعفه.. يستقوي على أحزانه.. يدير خطواته بين الواقع المرير.. يهتزّ اهتزاز الثعابين.. يدفع الى الرّحيل.. تجترّ أحلامها بمرارة.. تسير بعيدا.. بعيدا.. يرنو فيض أمل يجترّ الألم.. تنمو بسمة من المرّ.. لا الأحلام ترنو الى العطاء ولا الواقع يمزّق الألم ..الكلّ في صراع مرير.. وهي المسكينة تجرّ رجليها.. تسير على الجراح.. رفيقها الأنين.. ويتواصل الصّراع.. تتوق الى الهدوء.. الى الأمان.. أين المستقرّ؟ أ على شفا الوادي الخصيب.. أم في رحم اللّهيب؟
(نعيمة)
Comments