( ريم العيساوي ) الشّاعرة ضيْفة نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين )
كان لرُوّاد نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ) ، بعد ظُهر يوم الجمعة المُنقضي ، لقاء مع الأستاذة الشّاعرة ( ريم العيساوي ) بِمناسبة صدور ديوانها الثّاني أخيرا ( الكلُّ هباء لوْلاك يا وطني ) وَ ذلك على نفقتها الخاصّة ... وَ ضيْفتُنا ، علاوة على كوْنها راكمتْ تجربة طويلة في الكتابة الأدبيّة عامّةً ، فإنّها أبانتْ طوال مسيرتها عن موهبة استثنائيّة ، إذ كتبت القصّة وَ الرّواية وَ أدب الطّفل وَ الشّعر وَ الدّراسة النّقديّة وَ نالتْ في هذا الإطار عديد الجوائز داخل تونس وَ خارجها ... وَ قد تولّت الدّكتورة ( زهرة كحّولي سعد اللّاوي ) تقديم ضيفتنا الشّاعرة وَ ديوانها المُحتفى به ( الكلّ هباء لوْلاك يا وطني ) فقسّمتْ مُداخلتها إلى ثلاثة محاور : ــ أوّلًا : دراسة العتبات ( العنوان ، وَ الإهداء ، وَ التّصدير ) ــ ثانيا : مُستوياتُ اللّغة في الدّيوان ــ ثالثا : الخصائص الفنّيّة وَ علاقتُها بالدّلالة وَ أهمّ ما خلصتْ إليْه الدّكتورة ( سعد اللّاوي ) في هذا الإطار هو أنّ ديوان ( الكلّ هباء لوْلاك يا وطني ) زاخر بالمعنى وَ لا يُعوزه المُستوى الفنّيّ ، ذلك أنّ الشّاعرة أفادت كثيرا من تجاربها في الحياة ، وَ خاصّة من السّفر ( الرّباط ــ الخليج العربيّ ... ) فخَبَرَتِ النّاس وَ الحياة ، وَ انعكس كلّ ذلك في مضامين الدّيوان الذي احتفى بالهمّ الفرديّ وَ الجماعيّ ( الحبّ ، الغربة ، الطّفولة ، الموْت ، الثّورة ، وَ الوطن ... ) . كما أفادت الشّاعرة ( ريم العيساوي ) ، وَ دائما حسَب الدّارسة ( سعد اللّاوي ) ، من تدبّرها للنّصوص الشّعريّة وَ الأدبيّة القديمة وَ الحديثة فجا ء ت قصائدُها حافلةً بالتّعدّد اللّغويّ وَ بالمجاز ( خاصّة الاستعارة وَ الرّمز ) ... كما توقّفت الباحثة عند تحفيز شاعرتنا للحواسّ مُلتقطةً بفضل ذلك الطّازَج من الصّور الشّعريّة وَ الحالات الإبداعيّة ... وَ إذْ تناولت ضيْفتُنا الكلمة لتتفاعل مع ما استمعتْ إليه في المحاضرة وَ في تدخّلات بعض الحاضرين فقد لفتتْ الأنظار إلى أنّ الانسيابيّة في نصوص هذا الدّيوان وَ إيقاعاته مُتأتّية من كوْنها تكتبُ دون تخطيط مُسبق ، فالشّعر يكتبها قبل أن تكتبَه على الورقة ... إنّها تَصْدر في إبداعها عن السّليقة حتّى أنّ واحدةً من قصائدها كتبتها مُباشرة في المسّنجر دُون أن تُغيّر فيها كلمة واحدة ناهيك عن مراجعتها ... لكنّ الأستاذة ( ريم ) لمْ تُفوّتْ فرصة التّنبيه إلى أنّ هذه الانسيابيّة وَ هذا الارتجال لا يتأتّيان من فراغ ، بل هما ينهضان على خبرة سنوات التّدريس للنّصوص الأدبيّة الأمّهات وَ لبحور العروض التي وا ءَ متْ بينها وَ بين الإيقاعات المُوسيقيّة ... وَ قد جا ء ت النّماذج الشّعريّة التي قرأتْها من ديوانها المُحتفى به مِصداقًا لما صرّحتْ به عن تجربتها ، ممّا حفّز الحاضرين على النّقاش ، فأثنى النّاقد الأستاذ ( فتحي جوعو ) على ما قدّمته الدّكتورة ( سعد اللّاوي ) في دراستها ، ثمّ خلص إلى أنّ ضمير المُتكلّم المُفرد ( أنا ) الذي ينتظمُ القوْل الشّعريّ في الدّيوان لا يُحيل على الأنا الفرديّة بقدر مَا يُحيل على أنا الإنسان عامّة ... كما بيّن الأستاذ ( جوعو ) أنّ الشّعر وَ إن احتفى في هذا الدّيوان باللّحظة العابرة في الحياة ، فإنّه جعل منها لحظة أبديّة كوْنيّة ، كما ثمّن عاليا دور الإيقاع المُوسيقيّ في هذه النّصوص ... وَ قد جا ء ت تدخّلات الشّعراء( بوراوي بعرون ) وَ (المختار المختاري ) وَ( الهادي المرابط ) وَ ( محمّد الطّاهر السّعيدي ) وَ ( عبد الرّزّاق بالوصيف ) مُنخرطة في الاتّجاه نفسه الذي يُثمّن مداخلة الدّكتورة ( سعد اللّاوي ) وَ يُضيئ المزيد من مستويات القوْل الشّعر في ديوان (ريم العيساوي ) : ( الكلّ هباء لوْلاك يا وطني ) . وَ كان مسك ختام هذه الأمسية التي تواصلتْ حتّى السّادسة مسا ء مع قرا ء ات شعريّة شارك فيها جميع الحاضرين ، وَ فيما يَلِي أسما ؤهم مع توجيه خالص الشّكر لهم : ــ سونيا عبد اللّطيف ــ زهرة الحوّاشي ــ عماد الدّين التّونسيّ ــ محمّد صدود ــ بوراوي بعرون ــ عبد اللّطيف كُوساني ــ عادل الهمّامي ــ مُصطفى مايني ــ زُليخة عوني ــ محمّد الطّاهر السّعيدي ــ فوْزيّة بن حُوريّة ــ أحمد جليد ــ سمير مجيد البيّاتي ــ حمّادي الدّريدي ــ الهادي مرابط ــ عبد الرّزّاق بالوصيف ــ محسن القماطي ــ نعيمة البنّوري ــ منية جلال ــ روضة العدّاسي ــ فتحي جوعو ــ عبد الحكيم زريّر ــ المختار المختاري ــ زهرة كحّولي سعد اللّاوي ــ ريم العيساوي *** عبد العزيز الحاجّي
Comments