بمناسبة اليوم العالمي للمرأة... كانت لي مع الأحبة جلسة حميمية أدبية وشعرية برمجتها في خلال يومين بنادي الأدب بجمعية ابن عرفة الثقافية بالسليمانية اليوم الثلاثاء 09 /03 /2021.. فتناولت فكرة ظهور هذا اليوم، وتحدثت متى وكيف واين بدأت... واسباب إقرار هذا اليوم من بينها، احتقان المرأة واستغلالها جسديا ومعنويا وكفاءة وتشغيلها لساعات طويلة باجرة اقل من التي تسلم للرجل وعدم تشريكها في عدة مجالات كحقها كمواطن في الانتخابات والدراسة والتشغيل والترقية... فقد تعمدت المجتمعات والسلط اقصائها وتهميشها...
بالنسبة لتونس توجد أسماء يشهد لها التاريخ نصالاتها ومبادراتها سواء في النهوض بالمجتمع او النداء بتحرير المرأة..
توجد السيدة حبيبة المنشاري اول من نادت في تونس بإلغاء الحجاب سنة 1924 َومنع تعدد الزوجات وجاءت بعدها السيدة بشيرة بن مراد والقت خطابا سنة 1955 تدافع فيه عن المرأة وتطالب بحقوقها والمساواة في المجتمع وهي تعتبر مؤسسة الاتحاد النسائي الإسلامي 1936 برفقة نساء رائدات مثل توحيدة بالشيخ اول طبيبة في العالم المغاربية والعربي وأسماء بالخوجة الرباعي وعدة نساء ساهمن في في الحركة الدستورية... لكن هذه الفكرة وقع السطو فيما بعد من قبل الفكر البورقيبي...
ويعتبر المنصف باي الذي تسلم الحكم بين 1942 و 1943 احد أبرز الملوك الحسينيين الذين حكموها طيلة ثلاثة قرون متواصلة... وصاحب أول مشروع إجبارية التعليم بين التونسيين وتدريس البنات.. فكان يتصف بالمواطنة وسلك منهجا إصلاحيا رغم انه اجبر على ترك الحكم.. كتب مذكرة للحكومة الفرنسية التي كانت تسيطر على الأوضاع في تونس أنذاك تتضمن 16 نقطة تهدف إلى إصلاح عدة أوضاع اجتماعية في البلاد من بينها تعميم التعليم بين التونسيين مع تدريس اللغة العربية في كل المدارس والمساواة في الأجور بين الفرنسيين والتونسيين وإلغاء المرسوم المتعلق بالاوقاف حول ملكية الأراضي.. فكان لمقترحاته وقع.. فأنشأت جمعية" السيدات المسلمات " انبثقت عن جمعية الشبان سنة 1945 لبث الوعي بين النساء ومساعدة المعوذات.. تشرف عليها السيدة سعاد ختاش زوجة الشبخ النيفر بمساندة نساء واعيات مثقفات وانشات مدرسة البنت المسلمة وبدأ البناء سنة 1947 بنهج السراجين وأحدث لها الشيخ العلامة الزيتوني محمد الصالح النيفر فرع بباب الخضراء بنهج البشير صفر واوكل لابنه محمد المرتضى مهمة إدارتها مع فرعي بحمام الأنف وماطر.. كما احدثت رياض أطفال بباب مناره وباب الخضراء بمساهمة متبرعين أثرياء من بينهم الفلاح الثري الأخضر عطية، محمد الصالح ختاش صهر النيفر، الطاهر الأخضر المحامي، احمد الباقوري المصري وزير الأوقاف. وعدة ميسورين من النخبة الوطنية..
وفي سنة 1953 تم إنشاء فرع للتعليم الزيتوني للبنات كلف بادارتها َحمد الصالح تدوم فيها الدراسة سبع سنوات تمتعي بشهادة التحصيل ما تعادل البكالوريا.. بهذا يمكن القول ان تونس هذا البلد الصغير كان كبيرا بمناضليه وابطال ورواده وعلمائه وطاقاتها... فتونس ولادة وخلاقة وسباقة في التطور والحداثة.. رغم أنف الرجعيين.. بل وطالبت بحقوق المرأة وطرح قضاياها قبل حتعدة دولة غربية تعتبر متقدمة..
تحية تقدير للمرأة التونسية عبر التاريخ من الكاهنة إلى عليشة فاروى القيروانية وصولا الي عزيزة عثمان فتوحيدة بن الشيخ.. والقائمة طويلة... وقد تفاعل معي في الموضوع الجميع واثروا الجلسة باثارة عدة نقاط تخص المرأة وحققها هل فعلا نذالتها ام هي ظلت شعارات وحبرا على ورق فالمراة ينص القانون على مساواتها بالرجل لكن في الواقع تغيب في أكثر الحالات والمناسبات والدليل ان في الحكومة الجديدة لم تسند للمرأة حقيبة وزارية.. هذا ما أشار اليه الشاعر منير الوسلاتي والبقية لذلك هناك مطالبة بقانون التمكين الفعلي للمراة في مناصب كما تعطي للرجل...
تحية لكل امرأة عربية مناضلة مكافحة ضد الظلم ولكل نساء العالم كل الرقي..
اما الفقرة الثانية فقد خصصتها للقراءات الشعرية في جو أخوي مرح ممتع.. فقرأ كل من فينا من الحاضرين (الشاعر منير الوسلاتي ،الشاعرة سليمى السرايري، الشاعرة زهيرة فرج الله، الشاعر محمدعلولو، الشاعر سوف عبيد، الشاعر عبد الرزاق بالصيف، الشاعرة كوثر بولعابي.. الشاعر محمد بن رجب..) ما تيسر من قصائده عن المرأة والحب والجمال والطبيعة والمبادئ والقيم...
هكذا تصافحنا... ومع الشعر تصالحنا...
شكرا أصدقائي الذين لبوا الدعوة.. شكرا الشاعر سوف عبيد على تضحيته في مباشرة النوادي بجمعية ابن عرفة... شكرا الصديقة الشاعرة والفنانة سليمى السرايري على التعاون والتوثيق بالصوت والصورة..
دمتم بكل ود..
سونيا عبد اللطيف
تونس 09 /03 /2021
Comments