لا أثق في شاعر مشى في ركاب سلطة ظالمة وسخّر كلّ لغته لتجميل قبحها.
لا أثق في شاعر لم يلتزم بقضايا الشّعوب ولم ينتصر لأوجاع قلب منكوب وصوت منسيّ ووضع إنسانيّ.
لا أثق في شاعر تاجر بآلام العباد وكان أولّ الحاضرين لتحيّة موكب السّفهاء في كلّ الأعياد، يحمل الرّايات والأعلام وهو يتاجر بالكلام والسّخافات.
لا أثق في شاعر تنكّر للقيم الجماليّة الكونيّة واختار أن يمجّد حماقات مسؤول أعدّ له هديّة ووعده بجائزة ماليّة وسهرة ليليّة وجولة عربيّة.
لا أثق في شاعر يتملّق أمام وزير، يرحبّ بأكاذيب سفير ويكتب الكلام كي يتمعّش بهدايا رئيس أو مدير.
لا أثق في شاعر باع الشّعر برغيف وسكب الجمر على النّزيف ليشرب هو ورفاقه من كأس ملطّخة بالقذارة والدّعارة.
لا أثق في شاعر أهدى ديوانه لحاجب القصر كي يتوسّط له لدى مستشار ووقف على الدّيار ينتظر عشاء فاخرا أو دولار.
لا أثق في شاعر باع الكرامة والشّهامة والأمانة كي يرضى عنه بيت المال.
لا أثق في شاعر لا يميّز بين المخنّثين والرّجال، بين الشّعر والشّعير، بين الصّهيل و دقّ الطّبول وضرب البندير.
لا أثق في شاعر ينصب المرفوع قصرا ويرفع المنصوب عمدا ويخلّ بسلامة التّركيب جهرا.
لا أثق في شاعر حرفته التمعّش والتكسّب والارتماء في أحضان أسياده ثمّ يُعيّن في مهرجان لتشريف شعراء بلاده.
لا أثق في شاعر غايته الصّعود على أكتاف غيره كي يسافر ويحلّق ثمّ سرعان ما يسقط القناع عن الجياع.
لا أثق في شاعر يحبّ المجاملات ويسعى إلى تكوين علاقات نفعيّة، براغماتيّة.
لا أثق في شاعر ارتدى جبّة المدّاحين المتسلّقين المنافقين المتزلّفين. وتنكّر لوظيفة الشّعر الجماليّة الأدبيّة، التّعبيريّة، التأثيريّة، الإنشائيّة، الدلاليّة.
لا أثق في شاعر انتهازيّ أنانيّ يقوده التّخريف و الجشع ويسيرّه حبّ الذّات والطّمع .
لا أثق في شاعر لا ينتصر لشعريّة للكلمات.
لا أثق في شاعر تغريه مواد التّجميل فيمجّد ويجامل ويجعل من كلام بليد ركيك، سخيف مرجعا لجماليّة موهومة.
لا أثق في شاعر لا يحمل راية التّغيير والتّطوير لأنّه اعتاد العبوديّة همّه الحضور في ملتقى أحباب الدّغمائيّة والشّعارات الشكليّة الصّوريّة.
Commenti