.... بَيْتُ الشّهيدِ ... بَيْتُ القَصِيدِ ...
إلى روح الشّهيد
( الفاضل ساسي)
1) شَجَنُ الغِيابِ :
مَا أَوْحَشَ هَذا الطّقسَ القَارِسَ
فِي غَيْبَةِ وَجْهِكَ ، قالتْ ،
مَا أَوْحَشَهُ فِي غَيْبَةِ اِسْمِكَ
فِي غَيْبَةِ رُوحِكَ !
مَا أَوْحَشَ هَذا الطّقسَ القارِسَ دُونَكَ
يَا أَنْبَلَ فَارِسْ !!!
2) قِصَّةُ ثَكْلَى :
شَيْئًا فَشَيْئًا ضَاعَ مِنْهَا العُمرُ وَ الوَلَدُ...
شَيْئًا فَشَيْئًا شَاطَ مِنْها الرُّوحُ وَ الكَبِدُ...
ثَكْلَى وَ أَدْمَى قَلْبَهَا الفِقْدانُ وَ الكَمَدُ...
يَا لَيْتَهُ النِّسْيانُ يُجْدِيهَا وَ يُجْدِي مِثْلَهُ الجَلَدُ !!!
3) فَجِيعَةُ الأُمِّ :
دَمْعَتَانِ وَ شَمْعَةْ...
وَ التي ثَكِلَتْكَ ، كَعَهْدِي بِهَا ،
لَمْ تَزَلْ مُنْذُ عَشْرٍ عِجافٍ مُولَّهَةً
تَسْفَحُ مَاءَةَ عَيْنِهَا دَمْعَةً إِثْرَ دَمْعَةْ..
وَ بِنارِ فَجِيعَتِها تَتَلَظَّى
وَ تَنْدُبُ أَيّامَهَا عِنْدَ قَبْرِكَ
فَجْرًا وَ عَصْرًا مِنْ كُلِّ جُمْعَةْ...
4) مَرْثِيَةُ الرّبِيعِ :
حَتَّى الزّهَراتُ اللّاتِي سَوَّرْنَ قَبْرَكَ
بِيضًا وَخُضْرًا وَ حُمْرًا
وَ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ طَرِيفٍ وَ طَارِفْ....
... حَتَّى الزَّهراتُ اسْتَحلْنَ رَثِيثًا
فَلَبِسْنَ الأَسْوَدَ ، مِثْلَ أُمِّكَ ،
حُزْنًا عَلَى فَوْتِ رَبِيعِكَ الخَاطِفْ...
5) سَلِيلَةُ الخَنْساءِ :
أَيُّكُمَا أَجْدَرُ بِالعَزَاءِ ؟!
أَنْتِ؟ أَمِ الخَنْساءُ؟
هِيَ عَاشَتْ تَبْكِي ( جَبَلًا فِي رَأْسِهِ نَارُ)
أَمَّا أَنْتِ فَعِشْتِ تَنْزِفِينَ ، فِي صَمْتٍ ،
مِنْ أَجْلِ قَامَتِهِ البَاسِقَةِ
تِلْكَ التِي جَنْدَلُوهَا ، فِي عِزِّ رَبِيعِهَا ،
ثُمَّ أَهَالُوا عَلَيْهَا، فِي شَمَاتَةٍ لَا حَدَّ لَهَا ،
جِبَالًا مِنَ الصَّمْتِ وَ النُّكْرَانِ وَ التُّرَابِ...
6) بَوَارٌ :
فَاضِلُ يَا ابْنَ صَالِحْ
بَعْدَكَ لاَ بَاقِيَ لِلْأَخْلَافِ سِوَى الزَّمَنِ الكَالِحْ
زَمَنٍ يَسْتَكْبِرُ فِيهِ الرِّعْدِيدُ
وَ يَسْتَفْلِحُ عِنِّينٌ طَالِحْ...
7) الدَّلِيلُ :
مَلَكٌ لَا مَلِكْ
أَكْتُبُ عَنْكَ لِأَكْتُبَ لَكْ...
لَا رِثَاءً وَلَيْسَ مَدِيحًا
وَ لَكِنَّهَا الكَلِمَات الصّدوقة تَغْرى
بِمَا زَخَّ مِنْ مَطَرٍ صَيِّبٍ
وَ ضِياءٍ أَثِيرٍ تَرَقْرَقَ فِي أَثَرِكْ.
8) إِمَامَةُ الشّهادةِ :
لَمْ أَكُ يَوْمًا قًصّاصَ أَثَرْ
لَكِنّي مُنْذُ أُرِيقَتْ دِمَاؤُكَ غَدْرًا
صَارَتْ خُطاكَ كَكُلِّ خُطَى الشُّهَدَاءِ
دَلِيلِي الذي لَا يَضِلُّ إِلَى شُعْلَةٍ لَيْسَ تَطْفَأُ
فِي عَالَمٍ آفِنٍ
رُوحُهُ تُحْتَضَرْ.
.......... من كتابي ( بيْتُ الشّهيد... بيْتُ القصيد)
سنة 2017.........
عبد العزيز الحاجي
Comments