لما أضحينا وحيدين ..أنا وأنت
ولم يعد سوايَ ..ولم يعد سواك يؤثث
ركح هذا الفضاء ،
لمّا أضحينا وجها لوجه أنا وأنت ،
هل نحن وجهان فعلا
أم وجه واحد راح يستجدي من وجهه الثاني بعض اللقاء ؟
أقول نحن اثنان ..أُوهم المفردَ بالعدد،
أستوقد النار في رطوبة الأوحد الأحد،
وأستصغي عصافيرا غفا صوتُها
كأنّ مدينة أتعبها صهيل الحرب
فغَفَتْ علَى كَتِفِ الهُدْنة ،
وعمَّ الصّمتُ ..
إلاّ من نبشِ جنديٍ ناجٍ من القصف،
قضى ليلته في النّبش عن الأحياء
ولما عثر على أحدهم،
رأى وجهَه يرتسم في وجهِه
وقال تمنيت العددَفإذا بالمفرد يستبدُّ،
أإلى هذا الحدّ نشبه بعضنا ؟
أَإِلى هذا الحدّ تتحلّل الفروقُ ؟
لم يضحي السّؤالُ أثاثا قديما نجرُّه خلفنا
نبحث له عن أقرب كوم للمهملات ؟
لما أضحينا أنا وأنت وجها لوجه
تصالحْنا ..
لم يعد من مبرّر للخصام
هل انتهى زمنُ الخصومات
أم أننا فرّخنا الخصومات في بِرَك أخرى
نراها تضُجُ بالسّؤال
ونتعجب ..وننسى أنّنا كنّا ...
لما بقينا وحيدين ..وجها لوجه ..أنا وأنت ..
أصبحتُ أهادِنُ
وأصالح
وأسامح
أعتقد في اللّاجدوى..
لأنني أحبُّك ،
كماكنت أحبك ،
ولأنني قبل ذلك أخاف
أن يخاصِمني قفَاي الذي يؤنسني !
منى الماجري
Comments