**
الفِيَلَةُ حين تَهْرَمُ تسْمَعُ طبْلَةَ المَوْت: دُمْ دُمْ دُمْ
فتأخُذُ طريقَها إلى مقبرةِ الفِيَلة
هنا أو هناكَ عميقًا حيثُ لا يُسْمَعُ إلاّ أنينُ العاجِ
- والشُّعراءُ تسأل الطِّفلةُ
ألا يَهرمُونَ؟
- بَلَى يَهْرَمُونَ أحيانًا
لكنَّهم يَسمعُونَ طَبْلَةَ الحياة: دُمْ دُمْ دُمْ
فيأخذُونَ طريقَهم إلى مقبرةِ الشُّعراء
هُنا وهُناكَ عميقًا
حيثُ لا يُرَى إلاّ الورقةُ البيضاء
المَرْمِيَّةُ على طريقِ الفِيَلَة
الكَمِين
**
أنام في جسدِي منذ سِنينَ بِعَيْنٍ مُوارَبةٍ
بينما الأُخرى تتلفّتُ
تَسقُطُ حبّةٌ من عنقودِ الأحِبّة
فيُوقِظُني الدَّوِيُّ في لَحْمِي
أرى يَدِي تتفقّدُ مفجوعةً ضواحِيَها العزلاء
أُذْنِي ترتجفُ مثل رأسِ قطّةٍ مرعوبةٍ
لعلّ الدّوِيَّ سُقوطُ قريبٍ أو شبيه
أنامُ مع جسدي منذ سِنينَ بِعَيْنٍ مُوارَبةٍ
بينما الأُخرى تتلفّتُ
لا تعرفُ الضّربةُ من أين تجيءُ؟
من الدِّماغِ؟ من الرِّئتينِ؟ من القلبِ؟
من الكبدِ؟ من الكلْيةِ؟ من المثانةِ؟
اللّعنة (يهتفُ الطفْلُ
في جسدهِ العجوزِ
في قفصه المتحرّكِ)
جسدٌ هذا
أم وكْرُ قتلةٍ يتربّصُون؟
أَضَعُ مُنْذُ سنينَ يدِي
على فَمِ حبيبتِي
تضعُ حبيبتِي مُنْذُ سِنينَ يدَها
على فَمِي
كي لا تُوقِظَ شَهْقَةُ أَحَدِنا
العَدُوَّ النّائمَ
في جسدِ الآخَر
اللّعنة!
جسدي هذا
أم عدُوِّي؟
جسدٌ هذا أم كمين؟
(من مجموعته «نافخ الزجاج الأعمى»)
Comments