top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

المُـخْـــلِدُ {الشاعر عبد العزيز الحاجي} من تونس



أُسْوَةً بِنَبِيٍّ

وَ تَيَمُّنًا بِفَرَاشَةٍ

لَا أَرْغبُ فِي أَنْ تُطَوِّحَ الأيّامُ بِزَهْرَةِ حَتّى أَرْذَلِ العُمرِ..

فَقَطْ .. أُرِيدُ أَنْ أَحْيَا مُتَحَفِّزَ الرّوحِ وَ الأظافِرِ كَيْ أَفُوزَ بِقِسْمَتِي مِنْ هَذَا الرَّحِيقِ الْمُقَدَّسِ

أَتَمَهَّقُهُ تَارَةً ، وَ طَوْرًا أَعُبُّهُ عَبًّا كَمَا لَوْ كُنْتُ اثْنَيْنِ فِي وَاحِدٍ :

مِهْيَافَ جَزِيرَةِ ( كْرِيتْ )*

وَ ( عِمْلَاقَ مَارُوسِّي )**

مَكتُوبَةٌ عَلَيْهِمَا ــ عَلَيَّ ــ

لَعْنَةُ الاسْتِسْقَاءِ حَتَّى الأَبد!!

مَحْكُومًا بِالْعُطَاشِ أُرِيدُ أَنْ أَحْيَا

حَتَّى إِذَا خَذَلَنِي النَّهَارُ غِيلَةً

كَانَتْ جَمِيعُ أَسْلِحَتِي الحادَّةِ وَ الأَنِيثَةِ قَدْ دَمَرَتْ تَمَامًا ...

أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ حَتَّى لَا بَصَرَ

لِفَرْطِ مَا حَدَّقْتُ فِي الشَّمْسِ وَ أَحْصَيْتُ نُجُومَ الْقَوَائِلِ

لِفَرْطِ مَا اهْتَبَلَتْ نَاظِرَيَّ بُرُوقُ الزَّوَابِعِ الرَّعْدِيَّةِ

وَ الْخَلَائِقُ الْخُلَّبُ ...

أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ حَتَّى لَا سَمْعَ

لِفَرْطِ مَا ارْتَنَّ فِي أُذُنَيَّ مِنَ الْأَصْدَاءِ الْخُضْرِ لِأَبْكَرِ الْأَصْوَاتِ وَ الْهَسْهَسَاتِ

قَبْلَ أَنْ يَعْبُرَهُمَا دَوِيُّ الزَّلَازِلِ وَ البَرَاكِينِ ...

أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ حَتَّى لَا نَكْهَةَ

لِفَرْطِ مَا دَوَّخَتْ نَفَسِي الأَطَايِيبُ

حَتَّى لَا قُدْرَةَ عَلَى الْجَسِّ وَ الْمَسِّ

لِفَرْطِ مَا جَمَّشْتُ وَ جَمَّشْتُ ...

حَتَّى لَا مَذَاقَةَ لِفَرْطِ مَا اخْتَلَجَتْ شَفَتَايَ وَ اللِّسَانُ

وَ أَنَا أَهُمُّ بِالتِّينِ وَ التُّوتِ مَرَّةً

وَ بِالْأَصْدَافِ وَ المَحَارِ مَرَّةً أُخْرَى

فَلَا تَوْبَةَ

كَلَّا وَ لَا رَوَاءَ!!!

أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ ضَيْفًا غَيْرَ حَيِيٍّ

عَلَى وَلِيمَةٍ عَابِرَةٍ

يَعْقُبُهَا خَدَرٌ لَذِيذٌ

يُفْضِي إِلَى مَا يُشْبِهُ السُّبَاتَ

فَمَا أَهَمِّيَّةُ أَنْ أَفُوتَ أَخِيرًا ؟!

وَ هَلْ أَكْثَرُ مِنْ فُتَاتٍ

يَبْقَى لِلطُّفَيْلِيِّ بَعْدِي عَلَى خِوَانِ الْحَيَاةِ ؟؟!!!

* زُوربَا : ( نيكوس كزانتزكي )

* عِملاق ماروسّي ( هنري ميلّر )

مِنْ كتابه ( لِلْبَيْتِ رَبٌّ يَمْحِيهِ ) .

30 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page