الكاتبة فضيلة الشابي بعد إلغاء لقاء بيت الرواية تكتب

لا للتّطبيع السياسيّ والثقافيّ مع الكيان الصهيونيّ

أبعد التطبيع السياسيّ لبعضهم تنجو من الحين نبتة أخرى سامّة في الزمن العربيّ الرّاكد؟ هذا الزمن الذي تملؤه رطوبة العفن والعهر السياسيّ والفكريّ. هذا الزمن الذي كان رقص فيه أنصار مع المحتلّ للأرض العربية رقصة الخزي رافعين سيوفهم - والسيف رمز النخوة العربيّة - هذه النبتة الطفيليّة السامّة؛ هي ما يسمّى التطبيع الثقافيّ مع الكيان الصهيونيّ المحتل للأرض الفلسطينيّة ولشعبها المقاوم الأبيّ .هذا الكيان الذي قويت شوكته لأنّها تتغذّى من طحالب الوقت العربيّ الآسن. وقت ليس هو بالحياة وليس هو بالموت. وتضخّ هذا الكيان بعض المصالح الحاقدة الفاعلة في بعض الدول الكبرى بقوى التدمير والتحطيم لبلادنا العربيّة ولشعوبنا مستعينة بقوى الرّدّة في بلداننا. في مستنقع هذا التطبيع الثقافي مع العدوّ الصهيونيّ، سقط كاتب تونسيّ وهو كمال الرياحي بقبوله ترجمة روايته إلى اللغة العبريّة.

نحن كاتبات وكتّاب تونس. نحن كاتبات وكتّاب اللغة العربيّة نرفض رفضا قاطعا لأيّ تطبيع سوى كان سياسيّا أو ثقافيّا مع هذا الكيان الصهيونيّ الفاشستيّ الغاشم. نحن بناة الزمن العربيّ الآخر لأجيالنا الحاضرة والآتية .هذا الزمن المعتمد على الفعل الحضاريّ لا على ردّة الفعل .هذا الزمن الذي يتغذّى من الإرادة القويّة الصلبة الصادقة التي تقول لشعوبنا كونوا فتكونوا.

و إنّه لمن المحزن والمخزي أن يسقط كاتب تونسيّ في مثل هذا المستنقع. لهذه الأسباب ألغيت لقائي المبرمج في بيت الرواية بمدينة الثقافة بتونس يوم الجمعة 5 مارس 2021 وقمت بإعلام إدارة بيت الرواية برفضي القاطع التعامل مع هذا الكاتب المطبّع مع الكيان الصهيونيّ. يا حرائر تونس وأحراها الناصعة قلوبهم والجباه لنمض قدما رغم الصعاب ورغم مكر الماكرين لبناء زمنيّ آخر. لنبن معا مجتمع المعرفة. وحتّى لا تنسى إرادة الشعوب ولّدوا من الفكر صباحاتكم.

فضيلة الشابي: تونس 27/ 02/2021