فتحت مي بعفوية باب السيارة. دلف سريعا وجلس بجانبها
آبتسمت له ثم ضغطت على مكابحها وانطلقت بسرعة٠
حاول أن يكون هادئا ساكنا ٠ تأمل ملامحها ٠
كانت ملابسها أنيقة جدا ٠وعطرها الانثوي طغى على المكان
كلما إبتسمت إزدادت حسنا وجمالا ٠نعتها بالجوهرة الثمينة
رمته بسهم عينها الفاتنة ٠فاجتاحته قشعريرة سرت في عروقه ٠القي بكفه على شعرها الذي كان يتخاصم مع النسيم المتسرب من نافذة السيارة ٠ثم روي لها عن ماضيه الذي ترك له جرحا عميقا ٠٠٠
لكنه يتطلع الي حياته الزوجية الجديدة وكله امل بأنها ستمح معاناته الماضية ٠فوجئ بمي تقف أمام بناية قديمة متداعية للسقوط ٠ثم نظرت اليه وقالت
_سر ثروتي هاته البناية ٠٠٠
نظر إليها طويلا ثم خاطب نفسه
_كنت اعتقد انها تختلف عن كل النساء ٠٠٠
اشعل سجارة ثم نظر عبر نافذة السيارة. فوجد الشارع مكتظا بالمارة ٠ مرت اكثر من ثلاثين دقيقة ساد فيها الصمت ٠
اوقفت مي السيارة امام بناية ضخمة إنه نزل الضفاف
سلمت مفاتيح السيارة الي الحارس ثم قالت
_سنقضي عطلة اخر الاسبوع في هذا النزل
ثم اتجهت الي صالة الاستقبال كي تحجز غرفة لشخصين في الطابق الثالث ٠نادت زوجها ثم تقدمت نحو المصعد ٠
وما ان فتح اندفعت منه سيدة مكتنزة. قصيرة القامة. ثيابها زرقاء ٠عيناها لامعتان صغيرتان ٠ حدقت في مي ثم انهالت
عليها بالشتم والسب ٠فاثارت جلبة وفوضى ٠
الاان مي حافظت على هدوئها ولم تنطق بنت شفة
هرول إليها أعوان السلامة واخذوا السيدة بعيدا٠
تابع زوجها المشهد بانتباه شديد ثم صعدا الزوجين الي الغرفة رقم تسعة عشر ٠
جلس الزوج على إريكة بينما ذهبت مي لتغير ملابسها. كي تستعد لحضور السهرة التي أعلن عنها النزل ٠فهي تنطلق بعد عشرين دقيقة من الان ٠
وقفت أمام المرآة وبيدها قنينة عطر هولندي وقالت لزوجها
_هل تأتي معي حتى نعيش أجمل اللحظات ياروحي ٠فالاقداح تعانق بعضها تحت الاضواء الخافتة ٠٠٠
تملل وتردد ثم نهض من مكانه وسألها
_ما سبب جنون تلك السيدة عند رؤيتك؟
نظرت مي له بابتسامة صفراء ثم قالت
_انها حرب بارة طويلة بيننا؛ فهي من الماضي البعيد!!
غادرت مي الغرفة الي صالة السهرة؛ وبقي زوجها يفكر ثم لحق بها ٠استغرب من سلوكها ٠
ذهب إلى مقهى داخل النزل وجلس وحيدا ٠طلب قهوة بدون سكر ثم أشعل سجارة وأطلق الدخان دفعة واحدة يتلوي في فضاء المقهى ٠
فجأة اقبل احد عناصر السلامة؛ الذي تعود على شرب كأس شاي بعد انهاء عمله ٠لوح له وطلب منه أن يشاركه هاته الجلسة ٠فقبل دعوة الزوج ٠
ساله _هل تعرف السيدة مي؟
ابتسم عون السلامة ثم أخذ سجارة وقال
_وانت ما صلة القرابة التي تربطك بمي؟
_لقد تزوجنا منذ شهرين
_السيدة مي تحمل في طيات حياتها تاريخا طريقا
_وكيف ذلك!
_بكل سرور ؛هي سيدة لها حضور وجاذبية عجيبة ٠٠٠
_كيف وصلت إلى هاته المكانة؟
_لقد بدأت حياتها عاملة نظافة في احد مصانع كهرباء السيارات ٠سرعان ما تدرجت في سلم مهنتها الي ان أصبحت سكرتيرة خاصة لصاحب المصنع ٠٠٠
_كل هذا عادي لكن سر الثروة!!!
_لقد تزوجت من صاحب المصنع بعد دخوله في خلاف مع زوجته؛ اهدي لها فيلا فخمة في أرقى الأماكن وسيارة
_من تكون تلك السيدة التي شتمت مي؟
_هي ابنة صاحب المصنع؛ فهي مقيمة الان مع والدتها المريضة في منزل مستأجر وتشتغل منظفة بالنزل ٠٠٠
اما والدها فقد خسر ثروته وهو الآن في السجن لتراكم ديونه
_اذن تلك البناية القديمة هي المصنع
_نعم
ترك الزوج عون السلامة والتحق بزوجته وهو يردد
__(عاش ما كسب مات ماخل) ٠٠٠
Comments