الكاتب الروائي عبد القادر ابن الحاج نصر :
...
أديب كبير وتاريخ ناصع
..ورغبة في أصلاح أخطاء مسيئة للوطن ...
........
كنت أتحدث بشوق الى الكاتب الكبير عبد القادر بن الحاج نصر في بيتي وأنا طريح الفراش ..جاء ليطمئن على صحتي يحمل معه باقة عملاقة من الزهور والورود لكنه كان يحمل في الواقع باقة كبيرة من الحب الذي جمعنا منذ بداية السبعينيات هو نفسه تاريخ أدبي
طويل ..وتاريخ سياسي
زاخر بالأحداث الجميلة
وكثيرا ما تكون مؤلمة
مدمرة تحركها الأيدي القذرة التي تعتبر نفسها تصنع السياسة..واذا مات المئات فلا يهم المهم أنه أنقذ نفسه
...وهو يوهم الجميع بأنه انفذ النظام...
..وجاء عبد القادر الى بيتي فقرات في ذهنه تاريخ طويل من الأحداث الكبرى التي عاشتها البلاد منذ منتصف الستينيات الى اليوم بما فيها من كوارث ودم وأحداث إجتماعية تبدأ حكايات عادية وتنتهي الى مظاهرات وسجون وتهميش ..وخنق وغدر
الله غالب هي تونس.
لكن على المستوى الفرد لا يمكن أن لا نتحدث عن نجاحات ..وتالق .. وتأسيس ومواقف ذات العمق التونسي الغني بالأبعاد الحضارية..وهو يحدثني في وضعه الحالي كصاحب ترسانة من الكتب جلها من الروايات ..والمجاميع القصصية ..
ولا أن ينسى القصص الخاصة التي عاشها في مسقط رأسه بير حفي بسيدي بوزيد...
..ثم تونس ومستسفى اريانة والدكتور ابراهيم الغربي الذي امر بابوائه مدة طويلة لعلاجه وفي الاثناء اكتشف فيه هواية الأدب فأمر بمساعدته على الكتابة وعلى المطالعة ..وكان الشفاء والعودة الى مقاعد الدراسة وصعوبة المتابعة ..
..والتوقف عن الدرس والتفكير في الحصول على الباكالوربا بأي ثمن بلغ به الامر ..ولو اتى لها من بلاد القصص والخرافات..فكان التركيز على باريس .
آه يا باريس !!!..فهل سيستوعبها او تستوعبه عل سيستفيد منها أو تقتله وهو الشاب الصغير الذي لا يملك فوقه غير بدلة قديمة وبضعة ملاليم....وكان ما كان .. ونال شهادة تخول له دخول جامع
السربون وهي بمثابة الباك في باريس بعد سنتين من العذاب
..والمرض والجوع والتهميش والمتاعب ثم مواصلة الدراسة في السربون .ثم الدكتوراه
..والعمل في مؤسسات مختلفة مع عدم التوائم معها ولو تلك التي نحبهاوجميعا آنذاك وهو منصب مدير دار الثقافة . فقد أدار دار الثقافة ابن خلدون . ونجح فيها وقد كنت
ساعدته مع زميلي الراحل أحمد عامر في
تنظيم الندوات والملتقيات ولم يرضه
الا العمل في جامعة الدول العربية ..وبين هذه الحركات والتحركات أحداث ..و مظاهرات من عهد بورقيبة(ثورة العمال والخميس الاسود ومئات القتلى
...وانتفاظة الخبز ومئات القتلى.. واهتزاز النظام مرتين .. ودمار على جميع المستويات ... وما خسر بورقيلة الا كلمة واحدة ...نرجعو وين كنا .. وغلطوني... تكلفت على تونس بانهيارات في جميع المجالات ...وخسارات الى درحة افلاس الدولة ...إذ لن يصدق أحد أن منظمة التحرير الفلسطينية شاركت في انقاذ النظام واخرتج مرتبات الموظفين التونسببن من ميزانيتها ..ثم هاجمت اسىائيل وتونس اختلط الدم الفليطيني ولاول مرة نكتشف علنا خيامات بعض التونسيين وعلاقاتهم باسرائيل ..)..على الإثر حدثت متغيرات كبرى في عمق المجتمع. ..وهذه المتغيرات تحدث هوامش مهمة وشخصيات عميقة في بعدها الفاسد او الاجرامي . والخياني
..وهذه الهوامش لا يهملها كاتب مثل هذا الرجل الذي أمامي الذي قد لا يتكلم كثيرا لكنه أرى كلامه كثير وانا
أقرا له الالاف من الصفحات تحدث فيها عن كل ما سلف روائيا ..لم يفلتوشيئا وطنيا او دوليا او عربيا او فلسطينيا في كل ما حدث لها وللوطن
تلم اقا لكم بأني أمام عملاق في الادب
..يكتب يوميا ..نعم يوميا..في البيت وفي المقهى ..وحتى وهو في الحافلة ان حدث وركبها .و في كل صفحة قصة جميلة وموقف مدهش ووصف لمنطقة أو تدقيق في وصف نهج أو حي او شارع....ثم عشنا
نهايات عصر كنا نتصور أنه نهاية سيستام بناه بورقيبة على الاستبداد رغم ما فيه من نتائج مذهلة على مستوى التعليم والصحة وحماية المرأة والعمل على تطويرها .
ونعود الى الحديث عن نادي ابو القاسم الشابي ونادي القصة والعروسي المطوي وجلسات السبت التي كان يعشقها الكتاب الشبان ..جلهم كانوا شبانا ..ويحبها كل الذين يرغبون في أن يكتبوا نصهم القصصي الاول وسط كتاب بدؤوا يخطون طريقهم نحو الحضورالكبيرفي ملحق العمل وجريدة الصباح
وخاصة اذا حالفهم الحظ يفتكون الحضور في مجلة الفكر ..تلك الجلسات كان يحضرها يحيى محمد.. وعبد الواحد ابراهم وعزالدين المدني وفاطمة سليم وهند عزوز ثم انفجرت العين الزلال فكان سمير العيادي وأحمد ممو ..وابراهيم بن مراد وحفيظة قارةبيبان ونافلة ذهب ..وليلى بن مامي ...
وبدأت تظهر بعض القصص وتجلب الاهتمام ..ثم إنطلقت المجاميع القصصية . الأولى والثانية والثالثة وبدانا نسمع بالجوائز
وفاز ابن الحاج نصر بجائزة وطنية ..ثم اصدر مجموعته القصصية الاولى "صلعاء يا حبيبتي ." وبدات الندوات والملتقيات والدراسات حولها و اهتزت لها البلاد ثقافيا نحو الجدية والفرح والفخر الذي جعل البعض
يتحدث عن كتابة القصة التونسية ذات النكهة المختلفة عن القصة الشرقية وخاصة المصرية التي كانت تغرق السوق التونسية وننتظرها بشغف كبير
..وكلهم يتذكرون كيف كنا ننتظر منذ منتصف الستينبات ونحن فتيانا كيف كنا ننتظر القصص والجرائد تصلنا من القاهرة او بيروت ..وكنا نسارع ااى مكتبات العسلي في نهج جامع الزيتونة حيث نرى عظماء توني أو هكذا كنا نراهم او في مكتبة عبد القادر الطرابلسي في سوق البلاط .وقد يعترضنا الطاهر ابن عاشور او ابنه الفاضل يلبسان الجبة المبهرة وتحس بكونهما غير عاديين
..وقد نرى الحيلاني ابن الحاج يحيى والعروسي
المطوي ..
ثم تقفز في ذهني مجلة الفكر وبديات الطليعة الادبية وانطلاق الصراع بين شباب الجامعة والساحة الأدبية التي امتلأت بالمتخرجين من السربون وايضا من القادمين من القاهرة وبيروت..وبغدادودمشق
.. وكنت لا أفهم في ذلك الوقت اسباب ما اصاب جماعة الشرق من تهميش مقابل اعلاء شأن جماعة..ثم فهمنا كل شيء . وطبعا ملت الى المقهورين والمظلومين ..دون أن أنسى اتنن بعضهم عرف كيف يتاقلم وينضم
..ويلتحق. والفاهم يفهم ..واصبحت الساحة الثقافية غنية .فكان لا بد من اتحاد الكتاب التونييين فتأسس على أيدي محمد مزالي والبشير بن سلامة ومصطفى الفارسي ونورالدين صمود والعروسي المطوي ومن حسن حظي أني كنت حاضرا غادرت درسا مهما للاستاذ عمار المحجوبي ونزلت الى نهج التريبينال وكنت شاهدا عل التأسيس.الذي لم ي٩ضر ابن الحاج نصر على ما يبدو اذ كان آن ذاك في باريس
ثم كانت في خياة كانبنا الاذاعة الوطتية وصالح
جغام وشارع الحرية الذي يغلي بالأسماء الأدبية والفنية منور صمادح وعلي الرياحي وبوراوي عبد العزيز وزبيدة بشير والسيدة عليا ..وفضيلة ختمي . ونجوى ..ونبيل حمدي وكبار المتأنقين مثل الشاذلي القليبي وتوفيق بكار ..ثم باريس وعودة وعدم تجاوب مع ما وجده في انتظاره وهو الطموح ثم عودة ثالثة الى تونس والربط مع جريدة العمل وملحقها
الثقافي الرائع .
..وبداية تصريحات لا علاقة لها بما كان يكتب فيه بحب وجنون مع كتاب ومنظرين أمثال الحبيب الزناد والطاهر الهمامي وحمادي التهامي الكار وفضيلة
الشابي وظهور قوي لجميلة الماجري ..وقفز اسم نبليلة تبابنية وخيرة الشيباني
...وانطلاق أسماء أخرى مثل ريم عيساوي والمفاجأة الكبيرة التي وجدها أمامه توقف الطليعة وسكوت ابطالها أو الكتابة في توجهات أخرى ..والتحاق واحد من منظريها محمد صالح بن عمر بالمرحلة الثالثة للدكتوراه وغرق في البحوث ..والدرس
المعمق للحصول على دكتوراه الدولة وهو الامر الذي أدخله في
سكوته النهائي ليغير بعض الاتحهات وينظر في تجربة الطليعة من جديد .. ويغرق غيره في تنظيرات اخرى .ويدرس الطاهر الهمامي الطليعة في الدكتوراه مرحلة ثالثة وهو ما لم يحدث في أي جامعة اذ يتولى زعيم حركة أدبية دراسة علمية لنيل شهادة عليا عن حركة هوواحد من مؤسسيها
..وبداية تصريحات لا علاقة لها بما كان يكتب فيه بحب وجنون مع كتاب ومنظرين أمثال الحبيب الزناد والطاهر الهمامي وحمادي التهامي الكار وفضيلة
الشابي وظهور قوي لجميلة الماجري وقفز اسم نبليلة تبابنية وخيرة الشيباني...
فهل نتحدث عن الأحداث الكبرى . عن الاشتراكية. عن التعاضد
.. وعن الماركسيين وعن الآفافيبن والبعثيبن والمحاكمات الكبرى . وسقوط أحمد بن صالح وانتصار الرأسماليين المتآمرين والليبيراليين المؤمنين بأن الاشتراكية لا تصلح بتونس بل هناك من يعتقد ان الديمقراطية أيضا لا تصلح بونس فعبثوا بالبلاد والعباد ..وتجري الايام ويسقط بن علي ..بثورة ..وبتقدم نفس رجال السيستام ليقتلوا الثورة بما لهم من نفوذ وأموال ونهب وأمن وخيانات
..وتتواصل الحياة مع وجوه..غريبة ومفسدين كبار . وعابثين بالأمة والكاذبين المتلاعبين بالدين والفاسدبن الجدد
والاعلام الزفت . والاعلاميون المتحيلون المرتشون أصحاب الملفات السوداء
كل ذلك وغيره تذكرته
لا لاني أحب التاريخ او بلان سي عبد القادر اين الحاج نصر بل لان تسعين في المائة من روايات الرجل لم تترك واردة ولا شاردة. الا وكتب عنها
رواياته من اروع ما كتب في تونس . لكن للاسف عندنا اصوات صارخة كاذبة منتفخة تتحظث عن رواية لأحدهم فتجعلها قرآنا منزلا . فتكتب وتطبال ولا تفهم السبب . وكثيرا ما ينسون من كتب الروايات التي تغمر تونس أدبا وحبا ..
للاسف عندنا كتبة يعرفون كيف يكذبون وكيف يدمرون الادب مز أجل اعلاء اسم شخص والله لا يمثل صفحة من كتابات عبد القادر بن الحاج نصر ...
أصلحوا أموركم
..وعودوا الى الكتابات
..ولا تشبعونا بكلمات ومقالات جوفاء بلغة لا أحد يفهم ما تتضمنه هي فقط تفبرك الاسماء الادبية كما يفبرك الاعلام الاسود بعض السياسيبن الذبن لا يسوون "صوردي منقوب "..ومع ذلك أصبحوا يحكمون .. وهذا هو الخور ...والمؤلم أن الجامعيين بدؤوا يصمتون..وبدأنا نحس بأن السلطة الأظبية اصبحت مفقودة . ويطالب من لا يكتب جملة سليمة بأكبر جائزة في الرواية ..ورأيت من يطتب عن بوكر ويشتمها لانها لم تعط جائزتها لصظيق له روايته تتضمن أكثر من ألف خطأ ..
نحن نؤسس لدمارنا السياسي والثقافي والحضاري بتفاهات بعض النقاد الذين لا يقولون شيئا..ومع ذلك يطفئون نور الحقيقة ..
وفي كلمة كنت سعيدا لجلستنا التي اتمنى ان تتأملوا فيها ..لاعادة قراءة ادبنا . فالله نحن نصنع أدباء فارغي الوطاب ببعض عنجهية ..مثل ما رأيته هذه تلتيام ان هناك من عين شخصا عاديا لكون وزيرا للثقافة ..لا لشيء الا لأنه متضامن معه
تضامن معه .وانا معك لكن لا تهرف ..ولا تقل ما يمس من الروح العليا للوطن ..والروح العليا هي سياسة وحضارة وأدب وفنون .
وليس كلام مقاهي وحانات ..
والمؤلم أنك ترى من يقف الة جانب هذه الترهات
الله غالب أنا أحبكم ..لكني أرفض الكلام الذي يسيء للمواطن وللثقافة والمستقبل ..ونحن اليوم بتلفعل في حاجة الى سلطة ادبية لا الى لجان جوائز بعضها تتركب من ازلئك الذين في امخاخهم كمشة ترهات.
Comments