هو موضوع مسامرة سهرة الثلاثاء 14\05\2019 بمجلس الادب والفنون باتحاد الكتاب التونسيين التي قدمها الأستاذ ساسي ضيفاوي المتحصل على شهادتي الماجستير و الدكتورا في اللغة والآداب والحضارة العربية والذي استجاب لدعوتي وتكبد عناء السفر فقدم من المنستير وتعب الصيام إذ وصل قبل الافطار وتناول إفطاره في مطعم بالعاصمة الى جانب قيامه فجرا من الغد ليعود الى سوسة ليقدم محاضرته للطلبة في جامعة الاداب هنالك... وهذا دليل على رحابة صدره وكرمه في مشاركة الاخرين المعرفة كي تعم الفائدة الجميع.. وليس بالغريب على الاستاذ وهو المعتاد على تقديم خدماته داخلا وخارج البلاد كلما دعي لذلك ( جامعة قرطاج.جامعة بوشوشة. جامعة سوسة. جامعة القيروان. جامعة القصرين.. الجزائر. المغرب.. تركيا باريس. فلسطين. الاردن..) ذ
كي لا وهو الذي يعتبر الفن قيمة جمالية تختلف عن بقية القيم فهو يتصنف ضمن مفهوم السلام والجمال ويتجاوز الى آفاق رحبة لا حدود لها وهو نمط خاص من التعبير عن حقائق الحياة وهو انتاج قيم جمالية واذا لم ينتقل الفن من الجانب الخبري الى جانب الحقيقة لا يعتبر فنا فهو تعبير عن واقع اجتماعي معين في ظل حالة نفسية مغينة وهو تعبير عن تصورات الفنان وعلاقته بالجمال علاقة جدلية والجمال قيمة ثابتة تختلف من فن لاخر (الفنون الحرة. القصة الرواية الشعر السينما المسرح النقش النحت ..) وبعتبر الفن جمالا لعدة اعتبارات منها المحاكاة للطبيعة وينتمي لهذه النزعة الفلسفية جون جاك روسو افلاطون ارسطو ويرون ان الحمال كائن في الطبيعة والفنان بعبر عنه فينقله بتذوقه لذلك الجمال ويقول ارسطو: الفن يعيد انتاج الواقع كما هو دون تحريف وهو ما يكسب الفن بعده الحقيقي ويقول مؤكدا الطابع المحاكي للفن : يبدو ان الشعر نشأ لسببين كلاهما طبيعي فالمحاكاة غريزية في الانسان تظهر فيه منذ الطفولة كما ان الناس يجدون لذة في المحاكاة وسبب آخر هو ان التعلم لذيذ لا للفلاسفة وحدهم بل وأيضا لعامة الناس" ويرى روسو ان مهمة الفنان نقل حقيقة الواقع والعمل الفني هو بمثابة مرآة يمسك بها الفنان حتى يتيح للطبيعة ان ترى صورتها وقد انعكست على صفحته (العمل الفني) .. فالطبيعة مرجع في الانتاج الفني... ويرى اصحاب النزعة الانطباعية ان الفن جمال والفنان يعبر عنه بطريقته التي يتذوق بها الجمال .. في حين يرى اصحاب النزعة الانسانية ان بين الفن والجمال علاقة عضوية والفنان يحتاج للتأمل والعزلة والإحساس والحدس الى جانب الطابع الغاطفي والوجداني ودور الفن الكشف عن بعدين بعد الموثولوجي يعتمد على دراسة حياة الانسان وتفاصيل يومه وقضاياه زبعد استيتيقي اضافة الى البعد الانثروبولوجي ...الفن عبارة عن أداة للتحرر من سلطة الواقع لمواجهة كشف الحقيقة وتغييرها ويقول هيقل مات الفن وظهرت الاستيتيقيا التي تدرس فلسفة الجمال مع فلسفة الفن..الحديث عن الفن يطول ويطول فالفن موجود في كل حياتنا كما وجد منذ البدء وظهر في النقوشات والنحوت والرسوم والتماثيل الخوف من الغيب والبحث عن الخلود .. في الموسيقى والشعر والانشاد يعبر عن قضايا الانسان .. في الحكي والقص.. في المسرح الذي يتطلب مستمعين والفن المسرحي رسالة تنبع من قبل المسرح تتجه نحو قلب الانسانية .. الفن يعكس واقع الانسان ويصور لحظة حياته وسعي الفن الى الحقيقة يتمثل في تحفيز الانسان على تغيير الواقع....
لايسعني ان اكتب كل ما طرحه الاستاذ في محاضرته في هذا التوثيق المتواضع...فذلك يتطلب وقتا وجهدا وصفحات..
وتواصلت السهرة بمداخلات عديدة من الحضور شاكرين الأستاذ على ما قدمه عن موضوع الفن وعن الاجابة عن استفساراتهم التي طرحوها ( محمد القماطي. زكريا القبي. المحتار المختاري . بوبكر العموري. الهادي المرابط. سعدية محفوظ. عبد اللطيف كوساني. سيماء رمان. حورية القماطي..)
وانتهت المسامرة بالثناء على الضيف بما طرحه من فن وجمال وصولا الى حقيقة الفن بالبحث عنه في انفسنا وفي ذواتنا وفي كل التفاصيل الصغيرة التي تحيط بنا ونراها..
كما شكر الضيف الأستاذ ساسي ضيفاوي الجميع على الانصات والتفاعل والتجاوب..
بدوري اقدم شكري الجزيل للاستاذ الساسي ضيفاوي على تلبية الدعوة والحضور وكذلك رئيس اتحاد الكتاب التونسيين صلاح الدين الحمادي بتشريفه لنا بحضوره محلس الادب والفنون وتشجيعنا على مواصلة النشاط بعزم وثبات.. أشكر كل الأصدقاء الذين شرفوا بحضورهم الجميل وعبروا عن رضاهم برقي اخلاقهم..
تحيات سونيا عبد اللطيف
Comentários