أنَّ الطّوابيرَ للخبز فاقتْ حديدَ السّككْ
و أنَّ البِرَكْ
تكون بُحيْرات عشق
يُفقّصُ فيها بعوضُ الخلاص
و يزحف بالعنف نحو الشبابيك في ليلة المُحْتَلَكْ
نسيتُ صِبايا فلم يرْتضيني النّهارُ دليلا
نسيتُ نِداءَ الفرَحْ
و منذُ ذَكرْتُ شِفاهَ البلادِ الظّلامِ
نسيتُ القَدَحْ
و منذُ رشفْتُ لِهاثَ الحياةِ المَرارِ
فؤادي اِنْذَبَحْ
و منذ هجرْتُ لِثاتَ الحبيبِ الهَباءِ
عُصابُ الدُّهورِ بعمْقي اِنْفتَحْ
...أريدُكِ لي
دون كلِّ الحكوماتِ والمُلْصَقاتِ
وتلكَ المناسكِ والأغنياتِ الطّروبَهْ
...أُريدُكِ لي
حيثُ كنتُ تجيئين مثلَ الرّبيعِ
وتُلقين فيَّ بذورَ الخصوبَهْ
...أريدُكِ لي
وحْدِيَ المُولَعُ المُتَبَتِّلُ حبًّا
و انتِ اللّعوبَهْ
ووحدي أُثيرُ الأنوثةَ فيكِ
ووحدي أموتُ على صدركِ المُتعطّشِ للحلمِ
مثلَ اللّيالي الكئيبهْ
ورغمَ البناتِ ورغمَ النِّساءِ
تكونين في القلبِ دوْما حَبيبهْ
***
شعر : عماد الزغلامي
Comments