الصّبر عند المبتلين جميل
زيتونة و بحيرة و نخيل
من يا ترى من بينهنّ دخيل
أبحيرة منذ القديم تربّعت
بمكانها ما قد نراه دليل
قالت لنا زيتونة أمّا أنا
معلومة و الانتماء أصيل
و تقدّمت و اٌستأذنتنا نخلة
عملاقة نحو الجنوب تميل
قالت لنا إنّي غريبةُ موطن
فتمعّنوا إنّ الحديث طويل
كانوا قبائلَ رحّلا أقواتهم
تمر و كان لهم هناك مقيل
تركوا نوًى في تربة رمليّة
أثرى بها حتّى اٌستقام فسيل
أصلي من الواحات بتّ غريبة
أبكي لحالي و الغريب ذليل
و معي بنات فصيلتي في عزلة
حظّ نكيد و الرّجاء قتيل
إنّ البحيرة جارتي مهمومة
مثلي تجاهلها أب و خليل
في صمتها سرّ عليه تكتّمت
في صدرها مهما نظنّ قليل
يا جارتي صبرا فذاك قضاؤنا
و الصّبر عند المبتلين جميل.
الشاعر التونسي محمد مطاوع
Comments