من سلسلة : يوميات فراشة تحترق
عيد ميلادي 27 ماي
*****************
عاد كما يعود كلّ سنة، أحيانا كثيرة أكون وحدي في البيت... يصادف غياب الجميع فابتسم بمرارة، تماما كما اليوم، ربما أذرف دمعة وربما أراقص أحلامي الكثيرة التي لم تتحقق..
البعض يتذكّرني ببطاقات معايدة ، لكن هل هي معايدة بزيادة سنة إضافية لهذا العمر المشحون بالآلام؟؟؟ أم هي تهاني بالاقتراب شيئا فشيئا من النهاية...النهاية التي لابدّ منها...ربما مازالتْ بعيدة، وربما هي قريبة جدّا... !!! تطلّ عليّ في غفلة ما.....
أذكر أنه منذ سنين طويلة كنت أصنع كعكة الحلوى وأدعو إلى البيت صديقاتي نرقص ونضحك طويلا...ونغنّي...
ماذا تغيّر الآن... الصديقات اللواتي كنّ هنا معي، رحلن بسرعة، ثلاث منهنّ إلى المدينة البيضاء ومعهنّ والدي الذي كان يهدي لي كلّ سنة قارورة عطر باريسيّ...
صديقتان سافرتا بعيدا بحكم الشغل ولم يلتفتن خلفهنّ..
لن أتحدّث طويلا عن من فتحت لهنّ قلبي وبيتي، فخن قلبي ونسين البيت.......
لن أتحدّث عن المتعاليات الواتي اعتقدن انهنّ القدوة والقمّة ونحن السهول رغم أن السهول دائما خضراء....
لن نتحدّث مطوّلا عن اللوبيات والشلليات هنا وهناك أمّا أن تكون مثلهم أو فإنك في خبر كان.....
مرارا، مددتُ يدي بالورد والحبّ للبعض، فعادت الأشواك دامية..
أتساءل هل هو يوم لكي أبتسم وأفرح أم لكيْ أتذكّر وأحزن وأبكي؟؟ ..
هل عليّ أن لا أهتم باليوم الذي مرّ بسرعة، بمرارته ، بألوانه التي تغري الجميع بإنني بخير وفي قمّة السعادة وتناسوا أن المظاهر خادعة، وانّي أبتسم لكي أترك انطباعا جميلا وصورة للذكرى تحمل تلك الإبتسامة، أو أن أهتم بالعمر المتبقّي و أتجاهل كلّ هذا وأحقق بعض الأمنيات العالقة دائما في أذن السماء البعيدة ؟؟
صحيح، لي رصيد من المحبة والاحترام لدى كثير من الناس، لكن هناك جراح كثيرة يسببها أقرب الناس فلا أملك سوى الصمت الجميل....
عاد اليوم ما يُسمّى "عيد ميلادي" وكأنّ لا شيء تغيّر، غير أني أدركت أن كلّ شيء تغيّر...
وجهي أصبح أكثر اسمرارا، عيناي أكثر حزنا، حدائقي أكثر صمتا، فساتيني أكثر شحوبا وقصائدي أكثر ملوحة....
في عيدي الذي عاد كما المطر الذي يعود دائما، والذي صادف غياب كلّ من في البيت ككلّ سنة في مثل هذا اليوم، أقول لكلّ من يحمل لي قليلا من المحبة، شكرا لفسحة الوقت وشكرا لفسحة الفرح............كلّ عام وأنتم بخير.
-
سليمى السرايري/ يوميات فراشة تحترق.
Commentaires