top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

الشاعر اللبناني ميشال سعادة يكتب قصيدة عيناكِ


عيناكِ .. عيناكِ !

عَيْناكِ .. عَيناك وَيعودُ القمرُ بدرًا والشّمسُ أُمًّا للأرضِ للفضاءِ والأرضُ واحدةً لها الكلماتُ جسدًا وَروحًا

جَسَدٌ _ سجدنا لَهُ طائعينَ روحٌ _ رحنا معَ الرِّياحِ رَاحًا نحتسيها على مَجدِ هذَا الجَسدِ احتفاءً ...

عيناكِ بهيّتانِ كيف لوردةٍ تذبلُ في يومها الثّالثِ ولعينيكِ تظلّانِ في ربيعٍ دائمٍ مُفعَمَتَينِ بالحبِّ بفوحِ طيبٍ وشذًا وأصْفى المعاني ؟!

ما سرُّ عينيكِ كُلَّما كشَفتُ حجابًا لاحَ حجابٌ يُمجِّدُ سحرَ الكلامِ كلَّما _ مُتعبٌ أنا أفكُّ طلاسمَ العيونِ كمنْ يبحثُ عن أهواءٍ في الأهواءِ ويُفسّرُ سرَّ الماءِ بالماءِ ؟

كأنْ أكتبَ بالشعرِ بالرّسمِ لونَ حروفِ حفيفَ حركاتٍ ومعانيَ على حافّةِ الانكشاف !

عَبَثًا حاولتُ عَبَثًا أُحاولُ صدَّ الرّياحِ كلّما كتبتُ حرفًا مَحَاهُ نِسيَانٌ دبّجَ الفجرُ خطوطَ الصَّباحِ يغسلُ وجوهَ الياسمين بنورهِ ينسجُ العِطْرُ مَنَاديلَ أقاحِ

يا امْرأة في ذاكرتي حِبرٌ يُعذّبني غبارُ أوراقٍ فاتنةٍ في فوضاها تُضلِّلُني

كلّما حاولتُ نبْشَ كلامي فكَّ أوهامي سال على انْبِساطِ المدى حبرُ الحروفِ كَأَنَّ دمعي يُخالطُ حبري حربًا عليَّ على الفضاءِ يقرأُ الحرفَ جوعًا على بكاءِ الرّغيفِ !

رغيفٌ يُعاتبُ النّارَ شاكيًا نارٌ جوعٍُها أبديٌّ لا تعطشُ النّارُ رغيفُنا أبدًا جوعانُ !

ماذا أقولُ لكِ ؟

في ذاكرتي غُيُومٌ مُهَاجِرَةٌ أفكارٌ مُكَدَّسةٌ طُيُورٌ ونَوارسُ ترقصُ على الموجِ كالموجِ وبحورٌ تكتبُ قصائدَها في دفاترِ عينيْكِ كلّما حاولَ الموجُ يقرأُها غالبتهُ رياحٌ فوارسُ وانطوى الماءُ مسرعًا عطفًا على الماءِ

شاعرتي ! هذي القصيدةُ كالغيمةِ ما رأيتُها هِيَ ذاتُها مَرَّتَينِ تعودُ إلى المَبيتِ ربَطُّها لكِ بِخيطِ قِنَّبٍ كي تَطيرَ وتحومَ فوقَ ديارِكِ لكِنَّ غربةً تتحكّمُ بِنَا وبِها لطالما كانتْ غربةً في الطّبيعةِ في النَّاس في الرَّغبةِ الحمراءِ

يا لَلغربةِ ! تكتبُ قصائدَها على تَجَاعِيدِ أحْزانِنَا تضعُ سكِّينَها في قلبِ الجراحِ ..

غربةٌ تغتسلُ بدموعِنا تستحمُّ بعطرِ السوسنِ وجرارِ الطُّيوبِ ..

وسمعتُ نجمةً لأُختها تقولُ – مدّي للشّاعرِ يديكِ وحدَهُ بالحبِّ جديرٌ ألا رأيتِهِ يحرثُ حقولَ أيّامهِ ويزرعُ بذورَ الكلماتِ في حقلِ المُعاناةِ

الكلماتُ كالغُصُونِ تُصَفِّقُ للطُّيورِ لِشمسٍ عاريةٍ تستحمُّ في تيهِ عيْنَيْكِ ..

وسمعتُ نجمةً أُخرى تقولُ – دعيهِ يرتاحُ على ظلامِ اللّيلِ يقرأُ طالَعَهُ مع كلِّ فجرٍ يقبّلُ خدَّ الشّمسِ يُواعدُ قلبًا ودّعهُ أمسِ على شَفَا الحنينِ

يا امرأة هِيَ الْحَيَاةُ جُرحٌ نافذةٌ على الجراحِ جراحٌ لا تلتئِمُ كآبةٌ تتلبّدُ في شوارعِ الحبِّ ليلٌ يخلعُ قميصَهُ قربَكِ يقضي ليلَهُ حتّى الصّباحِ

وأنا لستُ أنا لَسْتُكِ وَلَكِنْ ما أجملَ أنْ نَرى أيّامنا الغابره تُفاجئُنا على حافّةِ نافذَةِ الشَّوقِ !

ما إجملَ التّاريخَ يُطِلُّ برأسِهِ ينتمي إلَيْنَا حاضرُهُ في تجاعيدِهِ تقاسيمُ وجهِ امرأةٍ عاشقةٍ تتعرّفُ عليَّ في مرآةٍ محطَّمةٍ لي فيها ألفُ وجهٍ وَلَكِنْ أنّى لي مخيّلةٌ تستجمعُ وجهَكِ دُفعةً واحدةً ؟

وأنا لستُ أنا أمامي طريقٌ طويلٌ طويلٌ طويلُ صعبُ المسالكِ مفتاحُهُ قصيدةُ نوّارةٌ خضراءُ تحيا على فتافيتِ صوَرٍ قديمةٍ تتجدّدُ عندَ لمحةِ عين دامعةٍ

صدِّقيني أمامي امرأةٌ تحملُ كلَّ الحنانِ في جرارٍ معتّقةٍ تسافرُ في همسِ الفضاءِ تطبعُ على وجهِ الشّمسِ قبلةً تفتحُ شهيّاتِ العناقِ

قبلةٌ _ قافٌ قوّةُ الإبانةِ تنبثقُ بالباءِ ضمٌّ قاطعٌ قابلٌ قبلةً قلمٌ للنُّونِ يصطفُّ ناحيةَ النّخبلِ يَقُولُ _ باءٌ إنبثاقُ الحركةِ في بئرٍ ماؤُها ساكنٌ سكونَ مرتبك على انتظارْ

لامٌ _ تلاحُمٌ وتوصيلٌ نسجُ حركةٍ جديدةٍ لَمْسٌ مفتوحٌ على لُعابٍ ليِّنٍ لَمَى تستقطبُ العشّاقَ في دائرةٍ مقفلةٍ

هاءٌ _ دائريٌّ فلكيٌّ بألفِ المدِّ وارتدادِ الهمزةِ إلى الجوفِ إنتقالٌ محمولٌ غيرُ مستقرٍّ وإذا استقرَّ جذبَ

هام عاشقٌ يضمُّ تيهًا إلى تيهٍ ينطوي على ذاتهِ كالهاءِ قلقًا حزينًا تُراهُ يسقطُ في لُجّةِ الهواءِ ؟!

قبلةٌ _ أوّلُ الطريق مفتاحُ الْبَيْتِ شهوةُ المائدةِ كتابةٌ/جذْبٌ ودفعٌ حبرٌ محبرةٌ قلَمٌ يفضُّ بكارةَ ورقةٍ بيضاءَ عذراءَ

... وتُبحرُ الكلماتُ على مراكبِ الحروفِ تقطفُ قُبَلَ المعاني ..

قُبلٌ قُبَلٌ قُبَلُ حروفٌ تتراقصُ نشاوى على ضِفَّتَيْ نهرِ المعاني كأنّها أشجارٌ تصطفُّ كالنّخيلِ أو هِيَ الأغصانُ تُلوّحُ لطائرٍ يعودُ على جَناحِ الهوى

طقوسٌ متنوّعةٌ متحوّلةّ كالماءِ

وحدَهً الحبُّ يمارسُ تأهيلَ التّكوينِ وحدهُ الحبُّ إيقاعاتٌ عصيّةٌ على التّلحينِ

يا امرأةً أنتِ وأنا كالحروفِ تائهانِ في الأَرْضِ حروفٌ تُضيءُ للغيمِ طريقَ المطرِ مطرٌ مطرٌ مطرُ

ما قيمةُ الأَرْضِ دونِ مطرٍ ؟ ما قيمةُ الحبِّ دونِ قُبَلٍ ؟

تذكّرَ الشّاعرُ ما قال البحرُ لَهُ ذاتَ مرّةٍ _ عَبَثًا يكتبُ الرّملُ قصائدَهُ على شواطئي رياحُ أمواجي على هبوبٍ دائمٍ تشربُ ماءَ الحروفِ وتلك الرّياحُ تحرّكُ كتاب البحرِ

شاعرٌ يُقلّبُ كتابَ الأَرْضِِ كتابَكِ وكتابَ السَّمَاءْ

دائمًا ميشال سعادة

4 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page