كل نية تطبيع
كل ذرة خيانة
كل رغبة في التراجع قاتلة
كل صمت
كل تخاذل
كل تخلٍّ
كل ركن فيه جائع
كل صوت مؤنث مقهور
كل حداد على امرأة الحداد
كل ذرة احساس باليأس من المشاريع التونسية
كل اسقاطة للغصن الأخضر
كل رغبة في البقاء في البرج العاجي
كل تقديس للجهل بشكل غير واعٍ
كل بؤس
كل ارتكاسة أمام طاعون العصر
كل قطع للطريق أمام التعبيرة الحرة التي لم نصل إليها بعد.
كل مصافحة لمخرجي المسرحيات الهزلية التي نراها اليوم
.....
كل هذا وغيره يدل على أننا كنا مقصرين إلى حد ما في ابلاغ أفكارنا التحررية التقدمية
يدل على أننا نتحمل جزءا من المسؤولية
يدل على أننا كنا بعيدين جدا حين كان ينبغي علينا ان نكون قريبين.. حين أتاحت لنا " الثورة" أن نهبط من هيمالايا الغرور الثوري إلى الشوارع حيث الأصوات تهدر بنا أن نكون زوارقها إلى بر الأمان.
علينا أن نفكر الٱن فيما بعد الظلام.
ولعل ما حدث هو بمثابة المهماز لنا.
نحن جميعا نتحمل مسؤولية بُعدنا عن تأطير الجماهير كل لحظة. نحن نعيش لحظة مضحكة مبكية لعلنا لن ننساها بسهولة.
ألا ترى أننا نصلب من جديد ؟
هذا حصادنا
علينا أن نعمل أكثر.
نعم قصّرنا... ربما قصّرنا.
الشاعرة التونسية المبدعة أمامة الزاير
Comentários