top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

الشّاعر ( فتحي البوزيدي)ضيْف نادي الشّعر ( اتّحاد الكتّابالتّونسيّين).....



يَكتب بِحواسّه و الجسد نازعًا إلى الملموس مِن التّجارب : الشّاعر ( فتحي البوزيدي ضيْف نادي الشّعر اتّحاد الكتّاب التّونسيّين

استضاف نادي الشّعر صبيحة يوم الجمعة المُنقضي 14 أوت 2020 الشّاعر ( فتحي البوزيدي) احتفاء به و بباكورته الشّعريّة اللّافتة التي صدرت أخيرا تحت عنوان ( الغصّة في حنجرتي تُفّاحة). و قد حضرت لتقديمه مشكورة الأديبة الأستاذة ( ريم العيساوي) التي تربطها بضيفنا صلة روحيّة خاصّة إذ سبق لها ان درّسته في مرحلة التعليم الثّانوي ، و هو ما جعلها تستشعر نوعا من السّعادة المدخولة بشيء من تهيّب المهمّة لخشيتها من ان تُجانب الموضوعيّة في تقييم باكورة ضيفنا الشّاعر ( فتحي البُوزيدي)... و لكنّ الأستاذة ( ريم) سرعان ما تخلّصت من هواجسها هذه بفضل خبرتها التي راكمتها على مرّ السّنين و هي تتدبّر النّصوص الأدبيّة و تحضر مثل هذه المنتديات... و إذ انكبّت على المجموعة الشّعريّة المُحتفى بها ( الغُصّة في حنجرتي تفّاحة) فقد لفتها العنوان و صورة الغلاف التي يُميّزها اللّون الاحمر القاني فاشارت إلى التّقابل بين معنيي الغصّة و التّفّاحة، كما لم تفوّت الفرصة لتتوقّف عند إهداء الشّاعر ( البوزيدي) باكورته هذه إلى روح والده و إلى وادي ( تاسة) الذي عاش طفولته و جزءا من شبابه على ضفافه قبل ان يجفّ نهائيّا، ممّا يُرشّح نصوص هذه المجموعة لكي تكون صدى لمعاني الفقد و الجفاف و الحنين و الموت... امّا و قد تجاوزت الدّارسة الأستاذة ( ريم العيساوي) هذه المنطلقات إلى الانكباب على نصوص المُدوّنة فقد اشارت إلى انّ هناك ثلاثة مداخل يُمكن ان تُعتمد في الاقتراب منها ، و هي المدخل السّياسيّ اوّلا، و النّفسيّ ثانيا ، ثمّ الجنسيّ ثالثا ، فالشاعر يبدو مناكفا لكلّ القوانين الجائرة المتسلطة على الفرد و على المجموعة. لذلك تنخرط نصوص هذه المجموعة في تحرير الكائن في جميع المجالات فاضحة الحاكم و المحكوم، و إن كان لا يخفى علينا تعاطف الشاعر مع المقهورين حتّى و هم قاعدون عن النّهوض لتحرير انفسهم... و إذا كانت مثل هذه الموضوعات التي انشغل بها ضيفنا الشاعر ( فتحي البوزيدي) مبذولة للجميع، فإنّ ما يُحسب له، كما بيّنت الاستاذة ( ريم) ، هو الطّريقة الفنّيّة الاصيلة و المبتكرة في كثير من جوانبها و التي توسّلها للتّعبير عن هذه القضايا ، فهو شاعر واع بصنعته الفنّيّة بدءا من تحكّمه في شكل كتابته ( قصيدة النّثر ) و انتهاء بنحته لغة بكرا سلسة محمّلة بمعان و دلالات و فيّة لتجربة صاحبها دون ان تكون فيها اصداء خارجيّة مهيمنة . و حتى عندما يتوسّل ( البوزيدي) بقراءاته المتنوّعة في شتّى المواضيع و المجالات ، فإنّه ينجح ، كما قالت ( ريم العيساوي) في هضمها و صهرها لتصبح جزءا اصيلا من تجربته الشخصيّة... و الفضل في ذلك يعود إلى وعي شاعرنا بتحفيز حواسّه، فهو يكتب ما يجرّبه و يختبره و يعيشه طازجا و لا يترك فرصة للذّاكرة كي تُملي عليه ما ترسب فيها من مواضيع و احداث... و لعلّ هذا ما جعل قصيدته تضجّ بالاشياء و الامكنة التي لحياته الشخصية اكثر من صلة بها، ممّا طبعها بما يُسمّيه الشاعر العراقيّ ( سعدي يوسف) ب الملموسيّة في الشعر و التي ينجح القول بفضلها في النّجاة من مطبّ التّجريد. و هكذا فإنّ ضيفنا حتّى و إن استفاد في مواطن من النّهج السوريالي في إجراء الصّورة الشّعريّة فإنّه لم يُلغز حدّ الإبهام بل جاءت صوره مُنتظمة بغموض شفيف لا يعسر على القارئ معه ان يهتدي إلى معالم التّجربة، كما أكدت الأستاذة ( ريم العيساوي). و لعلّ قصيدة ( قيامة الجبل) اوضح مثال يُبرز تحكّم الشّاعر في فنّه ككلّ ، فهي قصيدة قناع ناجحة بكلّ المقاييس، و يُحسب لضيفنا انّه واحد من قلّة قليلة من شعراء قصيدة النّثر الذين طوّروا في نصوصهم هذا النّوع الشّعريّ المعروف سابقا عند رموز قصيدة التّفعيلة. و القناع هنا عند شاعرنا ( البوزيدي) هو مثال ساطع للصّورة الشعرية المشهدية و المركبة التي ضجّ بها كتاب ( الغصّة في حنجرتي تفّاحة) ، كما بيّنت باقتدار لافت الدارسة الاديبة ( ريم العيساوي) ، ممّا جعلها تعترف للجميع بكونها في عجالتها هذه تظلّ مقصّرة عن الإلمام بثراء هذه التّجربة الشعرية التي وُلدت ناضجة... إثر هذه المداخلة المستفيضة و التي نجحت فيها الأستاذة ( ريم ااعيساوي) كعادتها في شدّ انتباه الحاضرين ، اُحيلت الكلمة إلى ضيفنا الشّاعر ( فتحي البُوزيدي) فقرأ نماذج شعريّة من باكورته ( الغصّة في حنجرتي تفّاحة ) عقبها نقاش طويل و مثمر، فالفنّان التّشكيليّ الأستاذ ( عبد اللّطيف الكوساني) قدّم قراءة سريعة للّون الاحمر القاني الذي طغى على غلاف الكتاب، في حين حيّت الأستاذة الشّاعرة ( فاطمة محمود سعد اللّه) الضّيف منوّهة بجهده الشّعريّ. كما تدخّل الشّاعر الأستاذ ( الهادي المرابط) مُعترضا على طريقة صوغ شاعرنا للعناوين التي فقدت، حسب رايه، خاصيتها الاساسيّة القائمة على التّكثيف... امّا فيلسوف النّادي الاستاذ ( عابد الشّيحاوي) فقد اثار ثنائيّة المرئيّ و اللّامرئيّ في الإبداع و في الحياة عموما... و قد كانت الاستاذة الشّاعرة ( كوثر بولعابي) آخر المتدخّلين حيث قدّمت قراءة رصينة ، و إن كانت خاطفة، لما استمعت إليه من قصائد الشاعر الضيف، فقد وجدت انّ رؤيا الشاعر تقوم على ثلاثة أقانيم هي الأنا أوّلا، و الشّعر ثانيا ، ثمّ جدلية الحياة و الموت ثالثا... كما اشارت ( كوثر) إلى اهمّيّة النّزعة التّقريريّة فنّيا في مسعى ضيفنا الإبداعيّ...

و كان مسك الختام مع جولة ثانية من قراء ة الشاعر ( فتحي البوزيدي) لنصوصه في باكورته ( الغصّة في حنجرتي تفّاحة) و التي اكتشف الحاضرون من خلالها صوتا شعريّا اصيلا و ناضجا واعيا بحرفته وعيا لافتا ممّا يجعلنا ننتظر الافضل دائما في إصداراته الشعرية القادمة.

عبد العزيز الحاجّي

31 views0 comments

Commenti

Valutazione 0 stelle su 5.
Non ci sono ancora valutazioni

Aggiungi una valutazione
bottom of page