أقام نادي الشّعر بعد ظهر يوم الجمعة المُنقضي 12 فيفري 2021 أمسية شعريّة شارك فيها ما لا يقلّ عن سبعة عشر صوتا لشاعرات و شعراء ، و ذلك في إطار تقليد درج عليه النّادي منذ المواسم الثلاثة الماضية مُتيحا بذلك الفرصة لأعضائه و أحبّائه كي يُنصتوا إلى بعضهم بعضا و يقفوا على المدى الذي ادركه كلّ واحد منهم في انكبابه على صقل صوته و تطوير مسعاه الإبداعيّ. و لعلّ أهمّ ما علق بالذّهن بعد هذا اللّقاء الذي امتدّ قرابة السّاعتيْن هو وعي جميع المنشدين بمتطلّبات المرحلة في بلادنا و متطلّبات الشّعر فنّيّا في الوقت نفسه ، فجميع القصائد التي قُرئت تشترك في تجسيدها لاصالة التّجربة سواء بدا الشّاعر مُنهمّا بمعاناته الشّخصيّة الفرديّة ، او متجاوزا ذلك إلى انشغاله بمعاناة الوطن و الامّة و الإنسانيّة.
و لا شكّ انّ ابرز مثال على النّوع الثّاني من الشّعر الذي قُرئ بهذه المناسبة هو نقل الشّاعرة ( زهرة حوّاشي) لاربع قصائد متوسّطة الطّول من كتاب الشّاعر الشّهيد ( شكري بلعيد) " أشعار نقشتْها الرّيح على ابواب تونس السّبعة " إلى اللّغة الفرنسيّة ، فكان ذلك خير هديّة إلى روح الشّهيد في ذكراه الثّامنة التي أحيتها بلادنا هذه الأيّام....
كما سجّلنا في هذه الامسية تعدّد انواع الشّعر و بناه و اشكاله بين عربيّ فصيح ( عموديّ ، و قصيدة تفعيلة ، و شعر حرّ مُقطّع احيانا ، و شعر آخر من النّوع الذي يُصطلح عليه بقصيدة النّثر ) ، و بين شعر كُتب في لهجتنا المحكيّة التّونسيّة، و آخر كُتب في لغة " فولتير" . يُضاف إلى ذلك ما ذكرناه قبل قليل عن قراءة الشٍعر المنقول من العربيّة إلى الفرنسيّة...
و اللاّفت أيضا هو انّ من تداولوا على الإنشاد كانوا من اجيال متباينة بين من راكم تجربة طويلة في الإبداع رسّخت اسمه في راهن الشعر التّونسيّ، و بين من هو قادم بثبات و صوته يعد بالجديد الأجدّ الذي يُساهم في إغناء الكتابة الإبداعيّة تونسيّا ، و لمَ لا عربيّا...
و الاكيد انّ من كان يُنصت إلى هذه الأصوات الشّعريّة حصل لديه اطمئنان على حاضر الشّعر التّونسيّ و مستقبله و غنم المُتعة و الإفادة الأكيدتين من كلّ ما تناهى إلى سمعه.
.......... عبد العزيز الحاجّي..........
留言