أثينا، 1973- 1974
يَنَامُ الطِّفلُ مَع الكَلب
تَنَامُ المرأةُ مَعَ الحصَان
يَنَامُ الرَّجُلُ مَعَ الجَبَل
وَأَنَا أَنَامُ مَعَ تِمثَالِي.
طُيُورٌ كَبِيرَةٌ فِي أَقفَاص
فِي أَقفَاصٍ كَبِيرَةٍ خَضرَاء
يُصدِرُون صَخَبًا مُستَحِيلًا
يَمنَعُونَنِي مِن النَّوم.
*
أَيَّتُهَا القَصِيدَةُ العَاجِزَة
العَاجِزَةُ العَاجِزَة
بِلَا جَدوَى.
الموتَى
لَا يُبعَثُون.
هُم مَوجُودُون.
*
ذَلِكَ مَا سَوفَ أُحَافِظُ عَلَيه- يَقُول-
بِأَسنَانِي وَأَظَافِرِي سَأُحَافِظ عَلَيه.
التَّسَاهُل: انحِرَاف
الغُفران: جُبن.
بَاقٍ هُنَا.
الأَعمَى يُقَدِّمُ لِي سُترَتَه
أَرتَدِيهَا مَقلُوبَة
أَشتَرِي تَذكَرَةَ قِطَار
أَعبُر النَّفَق
أُرِيدُ أَن أُصفِّر
وَلَا أُفرِجُ أَسنَانِي.
*
جَسَدٌ عَصِي
عَارٍ تَمَامًا فَوقَ الوَصف
بِالثَّديَين مُنتَصِبَين أَيضًا
عَصِي
بِالطَّلقَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ وَالخَارِجِيَّة
بِهَذَا الخُبثِ الأَزرَق الظَّافِر
وَالمسطَرِين الكَبِيرِ فِي اليَد
وَهوَ يَدهِنُ بِالأَسمَنت
بِابتِسَامَةِ المسِيحِ الثَّانِي.
*
مُختَبِئًا
وَرَاءَ التِّمثَالِ الضَّخمِ لِزيُوس
يَنتَظر إِطفَاءَ النِّيرَان
وَانصِرَافَ الحُرَّاس.
انعِكَاسُ أَضوَاءِ الحَدِيقَة
كَافٍ.
يَعرِفُ كُلَّ تَفصِيلَة.
الرُّخَامُ الآنَ سَاخِن.
وَاليَدُ تَعرِفُ إِلَى أَينَ تَتَّجِه.
*
نَاسٌ غَارِقُون بِالمطَر
أَبوَابٌ مُوصَدَةٌ أَضوَاءٌ مُتَكَسِّرَةٌ أَوحَال
أَعلَامٌ مَخفِيَّة
لَابُد أَن تُغَيِّر رَأيَك
أَن تَنظُر فِي اتِّجَاهٍ آخَر
أَن تَصمِت
إِلَى أَن يَرتَخِي الفَكَّان
إِلَى أَن يَكُفَّ الصَّمتُ عَن الصَّرِير.
*
وَصَل المحَارِبُون فِي مُنتَصَفِ اللَّيل
ثُم الآخَرُون وَأَيضًا الآخَرُون
وُجُوهٌ سَيِّئَةُ الحِلَاقَة
أَحذِيَةٌ مَبلُولَة
خَوف.
كَانَ الجَمِيعُ يَتَحَدَّثُون عَن القِتَال
عَن هَزِيمَة لَا أَحَد
كَانَ الجَمِيعُ يَلزَمُون الصَّمت
مَعَ الموتَى.
وَالسِّكِّين مَغرُوسَةٌ فِي الحَائِط.
*
بِالتَّأكِيدِ مِن السَّهلِ أَن تَخدَعَ الآخَرِين
لَكِن أَن تَخدَعَ نَفسَك ؟
فِي لَحظَةِ أَن تَمشِي
حَيثُ تَنظُرُ أَمَامَك
تَنظُر عَينَاك
المنتَقِلَتَانِ إِلَى خَلفِيَّةِ رَأسِك
مَدفُونَتَين فِي شَعرِك
وَمُغمَضَتَين تَقرِيبًا
تَنظُرَان مُبَاشَرَةً فِيمَا وَرَاءَك
إِلَى الاتِّجَاه نَفسِه.
*
محظُورَاتٌ عَقَبَاتٌ تَحرِيمَات
وَأَنت
بِمِسوَاك
تَحفُر الحَائِط.
أَنجَزتَ الحُفرَة.
ضَوءٌ أَشجَارٌ أُوتُوبِيس.
فَلِمَاذَا يُغمِضُون عُيُونَهُم؟
أَمِن أَجلِ أَلَّا يَرَونَك؟
*
ذَلِكَ الشَّيءُ مَا
البَعِيد
عَصِيُّ المنَال-
فَلنَستَبدِله
بِشَيءٍ مَا قَرِيب
فِي طَورِ الاكتمَال.
نَرحَل. نَعُودُ إِلَى بيُوتِنَا.
الأَيدِي فِي الجُيُوب.
الحَوَائِطُ مُتَدَاعِيَةٌ فِي السَّلَالِم.
وَالصَّمت.
*
مُهَرِّبُون قَوَّادُون انتِهَازِيُّو الحرُوب
هَوَائِيَّاتُ التِّلِيفِزيُون
قُبَّعَاتٌ عَلَى المدَاخِن
هُبُوطٌ أَرضِي
صَرفٌ صِحِّي مُهَشَّم
طِفلٌ مَع آلتِه الهَارمُونِيكَا
انتَبِهُوا انتَبِهُوا
فَالعُصفُورُ لَيسَ لَدَيه
مَوطِئُ قَدَم
وَهُو مُتعَبٌ فِي السَّمَاء.
*
مِن دُون أَن تُلَاحَظ
أَن تُرَاقَب
فَلتُشَارِك فِي الوَقَائِع وَالإِشَارَات الأَكثَر خَفَاءً
وَرَاءَ الأَبوَابِ البَاهِتَة
وَالدَّرَّاجَة العَتِيقَة
وَرَاءَ الحَائِطِ القَصِيرِ ذِي القُرَّاص
لَا تَزَالُ سَاخِنَةً مِن جَسَد مَن امتطَاهَا.
*
الغُرفَةُ المُؤَجَّرَة
السِّتَارَةُ الخَضرَاء
المِصبَاحُ الصَّبَاح
يَأتِي الوَلَد
يَترُكُ الجَرِيدَةَ عَلَى المنضَدَة
وَالقَهوَةَ وَالبُقسمَاط
المسَامِيرُ الخَمسَةُ فِي القُبَّعَة
وَيَرحَل- هَل تَرَى؟-
بِلَا حِذَاء.
تَارِيخُ الجَرِيدَةِ يَرجِعُ إِلَى عَامَين.
لَكِنَّنِي عَلَى بُعدِ كِيلُومِترَاتٍ مِن هُنَاك.
*
الطَّبَقُ الذِي كَسَرتَه
البَابُ الذِي خَلَعتَه
الجَرَسُ الموجُودُ أَعلَى السُّلَّم
لَم يَخرُج أَحَد
المِرآةُ احتَفَظَت بِالوَجه
بِأَحَدِ الكَتِفَين
وَالعُصفُور أَعمَى
ثُم كَانَ الموت
ظِل البَوَّابَة
التي كَانَت تَنغَلِقُ وَرَاءَنَا.
*
شقٌّ أَحمَر فِي اللَّحم
عَمِيق
دَاكِنُ الحُمرَة
شَكلٌ مُتَحَرِّك
شَرِه-
الجَسَدُ الإِنسَانِي بِلَا انتِهَاء.
مِن كُلَّابٍ إِلى آخَر
حَبلٌ أَصفَر
المَلَابِسُ وَالأَحذِيَةُ مُعَلَّقَة
حَيَوَانَاتُ الجِزَارَةِ مَخفِيَّة.
وَفي الأَسفَل
الفِئرَانُ جَيِّدَةُ التَّغذِيَة
وَالموتَى شَرِهُون.
*
الخَطأ الأَفدَح
هَذَا الاسمُ المشَدَّد
عَلَى حَافَّةِ عُلبَةِ السَّجَائِر.
وَلَم يَكُن ذَلِك ذَرِيعَةً مَا
ذَلِك الـ"لَا أَتَذَكَّرُه"
مِن الأَفضَل قَول "أُفَضِّلُ أَلَّا أَتَكَلَّم عَنه"
الكُوبُ الذِي يَنكَسِر
الدَّمُ عَلَى الرَّصِيف
وبَائِعَةُ اللَّبَن الصَّغِيرَة
التِي تَعُودُ فِي المسَاء
بِخَمس عَشرةِ زُجَاجَةٍ فَارِغَة.
مُلَاحَظَةٌ حَزِينَةٌ لِلغَايَة.
وَالحِسَابُ مَوجُود.
*
الوَردَتَان عَلَى الكُرسِي
الذُّبَابَةُ عَلَى الكُوب
وَضَعِيفُ السَّمع الذِي كَانَ يَصرُخ
"لَقَد سَمِعتُ لَقَد سَمِعت"
فِيمَا لَم تَكُن قَد قُلتَ شَيئًا.
*
يَا إِلهِي- يَقُول فِي صَوتٍ خَفِيض-
لَا تَنتَظِر التَّنَاسُخ
لَا تَبحَث عَنه-
يَقُولُ وَهوَ مُمَدَّدٌ عَلَى ظَهرِه
فِيمَا يَرَى الفَأر
يَشرَبُ زَيتَ المِصبَاح.
الزَّمَن الأَبطَأ
لَم يَمُر أَبدًا خَارِجَ القُضبَان
وَالخَيطُ الأَخضَر
مُعَلَّقٌ بِالسَّقفِ
بِلَا أَيِّ مُبَرِّر.
*
يَحشُرُ قُبَّعَتَه حَتَّى الأُذُنَين
وَحِيد
يَخرُجُ مِن البَاب
يَخلَعُ قُبَّعَتَه
الرِّيحُ تَعبَثُ بِشَعرِه
هُنَاكَ شَمس
مَتَاجِرُ لِلأَشجَار
مِشطٌ عَلَى الرَّصِيف.
إِذَن فَهوَ حَقِيقي. ذَلِكَ حَقِيقِيٌّ تَمَامًا.
*
حِينَ تَم استِنزَافُهَا تَمَامًا،
كُلِّ الذَّرَائِع
كُلِّ وَسَائِل التَّنَكُّر،
خَلَعُوا مَلَابِسَهُم
ظَلُّوا وَاقِفِين
حَتَّى لَا يَرَاهُم أَحَد.
خَارِجَ النَّافِذَة
كَانَ المحَصِّلُ يَطرُقُ الزُّجَاج
بِظِفرِه.
*
سَيِّدَةٌ عَجُوزٌ بِلَا أَسنَان
تِلكَ التِي تُغرِقُ القِطَطَ الوَلِيدَة
فِي الدّلو
تُطلِقُ صَرخَاتٍ فِي مُنتَصَفِ اللَّيل
تُطلِق صَرخَات
الجَمِيعُ هَرِمُون مِن قَبلِ الوِلَادَة
الجَميعُ مَوتَى مِن قَبل أَن يُولَدُوا-
مَعَ إِبرَةِ خِيَاطَةٍ كَبِيرَة
تُسَمِّرُ الجَنَادِبَ فِي الحَائِط
تَثقُبُ الأَبوَاب-
فِي الدَّاخِل يَعزِفُونَ عَلَى الجِيتَار؛
لَا يَسمَعُونَ شَيئًا.
*
لَم أَكُن أُرِيدُ أَن تَقُولَ ذَلِك.
إِذَن فَلِمَاذَا
أَقُولُه أَنَا لَك؟
المسَاءُ شَيءٌ بَالِغُ الحُزن
وَفَجأةً يُشفَى المرضَى
يَخرُجُونَ إِلَى الحَدِيقَة
يَجلِسُون عَلَى الدِّكَك.
مَسمُوعٌ صَوتُ تَدَفُّقِ المَاء
الذِي يُروِي السَّوسَنَ وَالتَّمَاثِيل.
*
مَن يَقرَعُون الطُّبُول
طُوَالَ النَّهَارِ فِي اكتِمَالِ الشَّمس
مِن وَقتٍ لآخَر يَنسَحِبُون
إِلَى جَانِبِ الشَّارِع
يَبُولُون
دُون أَن يَتَوَقَّفُوا عَن قَرعِ الطُّبُول.
الإِيقَاعُ يَتَغَيَّر
الموكِبُ يَرصُدُ الخُطوَة
وَسَاعَةُ الكَاتِدرَائِيَّة
لِلمَرَّةِ الخَامِسَة
تُشِيرُ إِلَى الثَّانِيَةِ عَشرَة وَدَقِيقَة.
*
فِيمَا لَم يُشعِلُوا أَيَّ ضَوء
سَمِعُوا فِي الرُّوَاق
الدَّقَّاتِ بَالِغَةَ الرَّهَافَة
لِسَاعَةِ الحَائِط
لِلتَّيَّارِ الكَهربَائِي.
أهَكَذَا كَانُوا مُذنِبِين؟
أَشعَلُوا كُلَّ الأَضوَاء
لَم يَعُودُوا يَسمَعُون أَيَّ شَيء.
وَعَلَى الأَرضِيَّة كَانَت تَتَوَهَّج
قُشُورُ الأَسمَاك.
*
نَظَرَ هُنَالِك
المَدِينَةُ مُضَاءَة.
أَدرَك.
عَاصِمَةٌ جِمِيلَة
حَيثُ يَختَفِي
لُصُوصُ الأَقَالِيمِ البُؤَسَاء
وَالفَتَيَاتُ اللَّائِي يَمضِين حَزِينَات
وَالحلَّاقَات
وَالأولَادُ الفَاشِلُون
فِي امتِحَانَاتِ دُخُولِهِم الجَامِعَة
وَرَاء الجدَارِ الطَّوِيل
لِشِعَارَاتٍ مُنطَفِئَة.
فِي الضَّوَاحِي البَعِيدَة
قِطَارٌ خَارِجٌ عَن مَسَارِه-
يَركُضُون لِلاستِيلَاءِ عَلَى أَكيَاسِ الطَّحِين
تَارِكِين الموتَى.
*
أُولَئِكَ الملفُوفُون فِي كَفَن
قُمَاشُه مُتَّسِخ
صَدمَاتُ المطَبَّات
التِّلِيفُون فِي الغُرفَةِ الأُخرَى
كَانَ يَرِن كَشَخصٍ مَمسُوس
وَلَاعِبُو كُرَةِ القَدِم الخَمسَة
عَلَى رَصِيفِ المقهَى
وَطِفلُ النَّجَّارِ بِالتَّبَنِّي
الذِي يَرفَع إِصبَعَيه الاثنَين
فِي شَكلِ V
مِثلَ مِقَص أُودِيب-
قِصَّةٌ طَوِيلَةٌ فِي حَلقَات.
*
وُعُودٌ لَم تَتَحَقَّق
وُعُودُه لِلآخَرِين
وضَعَ إِصبَعًا
عَلَى شَفَتَيه
يَقضِمُه
فَيَمتَلِئُ فَمُه بِالدَّم
يَبصِقُه عَلَى الجَرِيدَة.
تَحتَ الجَرِيدَة
كَانَ الصَّمتُ يَتَمَدَّدُ مُنبَسِطًا.
*
يَعِيشُ الجُندُبُ الخَائِف
عَلَى شَمعدَانِ الكَنِيسَة
إِلَى سَاعَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ حَقًّا.
السَّاعِي
طَرَق الرُّخَامَ بِعُكَّازِه
انطَفَأَت الأَنوَار.
دَخَلَت النِّسَاءُ الثَّكَالَى
وَرَاءَ الدُّخَانِ الوَردِي.
مَا إِن أَدرَكَ الآخَر
حَتَّى انتَهَى كُلُّ شَيء
وَجَاءَ دَورُه
لِيُلقِي بِالكَلِمَة.
*
أَغلَقَ بِالمفتَاح
وَأَحكَم مِزلَاجَ البَاب
وَضَعَ أَيضًا حَجَرًا
وَسَدَّ الثُّقُوب.
هَكَذَا مِن أَين سَيَتِم الدُّخُول؟
أَلَم يَكُن مِن الأَحرَى
لَو فَكَّر فِي الإغلَاقِ مِن الخَارِج
وَهوَ مَحبُوسٌ بِالدَّاخِل؟
*
مَا يُقَالُ إِنَّهُم مُحتَالُون
يَبِيعُون بِأَسعَارِ التَّهرِيبِ المزعُوم
خَارِجَ المنَافَسَة كَمَا يُقَال
الأغطِيَةَ المنقُوشَةَ بِأرخَص مِن الحَي
مَلَّاحَاتٍ منزِلِيَّةً قُمصَانًا أَمشَاطًا
كُولُونيَات جَوَارِبَ أَقفَاص طُيُور
طُيُورًا بِأَجنِحَةٍ مُلَوَّنَة
وَثّمَّةَ رَجُلٌ عَارٍ
جَرِيحٌ كَمَا يُقَال
وَمَلفُوفٌ فِي بَطَّانِيَّةٍ َحمَرَاء.
*
قَمَرٌ أبيَضُ مُنتَفِخ
قَارُورَةٌ زَرقَاءُ مَكسُورَة
قِطَّةٌ مَيِّتَةٌ فِي القِمَامَة
حَجَرُ الموتَى فَادِحُ الثِّقَل-
كَانَت لَدَيَّ فِكرَةٌ جَيِّدَةٌ عَن قَصِيدَة
فِي الأَسفَل فِي أَرضِ الملعَبِ مَعَ الزُّهُورِ البَرِّيَّة
مَعَ الزُّنبُرُكَاتِ الصَّدِئَة
مَعَ القَمِيصِ الممَزَّق لِلَاعِب كُرَةِ القَدَم.
فِي النِّهَايَةِ فَضَّلتُ التِّمثَال
ذَا الإِبهَامِ المقطُوع.
*
أدرَكَ خَطأَه
وَاعتَرَف.
الآنَ هُو مَوثُوقٌ وَفَخُورٌ تَمَامًا
وَأَكثَر وَسَامَةً بِالتَّأكِيد.
يَحُك أَسنَانَه الأَمَامِيَّة
بِظِفرِه.
وَلَدَيه زَوجَان مِن الجَوَارِب
جَدِيدَانِ تَمَامًا.
*
رَبَّاتُ بيُوتٍ قَبلَ الأَوَان
تَتَهَدَّلُ أَثدَاؤُهُن
مِن عَامٍ لآخَر حَملٌ زَائِفٌ أَو إِجهَاض
هُن مَن يَمسَحن
السَّلَالِمَ الكَبِيرَة
حَتَّى وَقتٍ مُتَأخِّرٍ مِن المسَاء
عَجَائِز "تُوسَّان"-
بِالخَارِجِ يَتَقَدَّم الموكِبِ بِالمشَاعِل
بِالقُضبَانِ الذُّكُورِيَّةِ الكَبِيرَةِ مِن خَشَب
وَالظِّلَالُ التِي يَعكِسُونَهَا بِفِعل النَّوَافِذِ الزُّجَاجِيَّةِ عَلَى الخُطوَات
كَانَت بِالنِّسبَةِ لَهُن بُقَعًا بَذِيئَة
تَرجِعُ بِالتَّأكِيدِ إِلَى تَقصِيرِهِن
بِحَيثُ يَنبَغِي عَلَيهِن غَسلُ السَّلَالِم
بِكَثِيرٍ مِن المَاءِ مَرَّةً أُخرَى.
*
أَن تَتَكَلَّمَ أَو لَا
ذَلِك
ثَابِتٌ سَاكِن هنَا.
ضَع أَورَاقَك
تَحتَ هَذَا التِّمثَالِ الصَّغِير
الجَمِيلِ مِن برُونز
خَشيَةَ أَن تَنفَتِح النَّافِذَة
خَشيَةَ أَن تُطِيحَ بِهَا الرِّيح.
عَلَى الأَقَل فَسَتَجِد هَكَذَا
العِبءَ عَلَى كَتِفِك
أَكثَرَ احتِمَالًا.
*
قِطَارُ اللَّيل
بِكَثِيرٍ مِن الأَضوَاء
يَعبُر السَّهلَ الهَادِئ.
فِي العَرَبَةِ الثَّانِيَة
الفَتَاةُ الصَّغِيرَةُ ذَات اليَدَين المتَّسِخَتَين تَنَام
عَلَى سَلَّةِ فُستُقِهَا.
صُورٌ لَطِيفَة- قَال-
حَزِينَة
مُعَزِّيَة
تَعرِضُ شَيئًا آخَر-
لَا الدَّم
لَا الطَّعنَة
لَا النَّجمَ العَصِي.
*
كَلِمَاتٌ غَيرُ مُتَاحَة
طَنَّانَة
مُتَنَاثِرة.
بَابٌ مَكسُور
وَثَانٍ وَثَالِث وَخَامِس.
فِي الشَّارِع أُضِيئَت الأَنوَار،
الصَّرَاصِيرُ تَتَعَارَكُ فِي المطبَخ.
مَا الذِي يَسمَعُه الأَعمَى مِن الآخَر؟-
يُخرِجُ مندِيلَه مِن جَيبِه
يَترُكُه عَلَى المنضَدَة.
فِي فَمِ الأَعمَى تَلتَقِي
الصَّلَاةُ بِالتَّجدِيف.
وَأَنتَ تَجلِس بِالمقلُوبِ
عَلَى الكُرسِي
تَنظُر فِي اتِّجَاهٍ آخَر
لَا تَنسَى.
*
الأَشيَاءُ بَسِيطَة.
بِالتَّأكِيدِ بِالتَّأكِيد- قَالَ الثَّانِي-
طَالَمَا أَنَّهُن لَا يَستَطِعن القِيَامَ بِشَيءٍ آخَر.
وَأَنتَ تَقضُمُ الخُبز
وَتَلتَمِعُ السِّكِّين
تَدخُل الشَّمسُ مِنَ النَّافِذَة
وَفِي الشَّارِعِ يَصِيحُون
بِائِعَةُ الأَعشَابِ وَالسَّمَّاكُ وَالطَّحَّان
كُلُّ وَاحِدٍ بِصَوتِه
وَالثَّالِثُ بِالصَّمت.
وَأَنَا أَسمَع.
*
كَانَ السِّجنُ فِي هَذِه النَّاحِيَة
وَمِن النَّاحِيَةِ الأُخرَى أَيضًا.
فِي الوَسَط
الأَلوَاحُ الخَشَبِيَّةُ وَالمسَامِيرُ وَالمعوَل
الرَّافِعَةُ الصُّلب الكَبِيرَة
المرآةُ المشرُوخَة
غُرفَةُ قِرَاءَةِ البَخت
فِي الأَعلَى أَيضًا
الطَّائِرُ المدَجَّج
مُتَأهِّبٌ لِموتِه.
*
وَقَعَ كُلُّ شَيءٍ- قَالَ- بِالخَطَأ.
نَحنُ وَحدَنَا كُنَّا مَعصُومِين
بِأَسَاوِرِنَا الذَّهَبِيَّة
فِي الأَذرُعِ وَالأَقدَام
عَرَايَا
من دُون أَن نَدرِي
بِالحَدَّادِ وَلَا الصَّائِغ.
(حَقًّا بِدُون مَعرِفَةٍ بِهِمَا؟)
عَلَى أَيَّةِ حَالٍ فَذَلِكَ الذِي طَرَحَ السُّؤَال
لَم نَكُن نَعرِفُه.
*
هَذِه اللَّيلَة نَفسهَا.
بَعدَ الحَرِيقِ بِقَلِيل
فَتَحَ فَكَّيه
بِلَا أَسنَان
الحِصَانُ الخَشَبِي
الأَجوَفُ الضَّخم
بِلَا جُنُودٍ فِي فَرَاغَاتِه
وَتَكَلَّم :
أَهُم الطُّروَادِيُّونَ مَن خَدَعتُمُوهُم
أَم بِالأَحرَى قَد خَدَعتُم أَنفُسَكُم ؟
كَانَ الدَّم يَنسَابُ حَتَّى الشَّاطِئ فِي الأَسفَل.
Comments