
الدّاخلُ والخارجُ
لا عالمَ خارجَ رأسي،
رُغمَ فجيعة أنّ رأسي في العالم.
مرآةُ الغُرفة تُثبت ذلك،
والفرفحيلة الّتي تزور ضوئي كلّ مساء تُثبت ذلك،
والبـردُ.
وصوتُ حبيبتي في شحمة أذني
يُثبت ذلك،
واسمي في كتب الأصدقاء والأعداء
يُثبت ذلك.
ذُراق الحمامة البيضاءَ الأسوَدُ
صباح الرّابع من سبتمبر
يُثبت ذلك،
والمناشف تحت المزاريب
تُثبت ذلك.
رائحة ورق كتاب الحيوان،
في حيرة السيميائيّين،
تُثبت ذلك.
أولادُ أحمد
مجتمعين في بُحّة صوت محمّدْ،
يثبتون ذلك.
تعليقاتي عن ذاكرة الزيتون
في صفحة "إسرائيل تتكلّم بالعربيّة"
على الفايسبوك، تُثبت ذلك.
مَنْ لا يفهمُ هذا، يضحكُ أو يبكي،
كيْ يُثبت ذلك.
يجتمعون جميعا، في مخيّلة دانتي،
بركة دمهم في أرضية الغرفة،
ووجوههم في السقف متكاتفين
يغنّون – ولا أعرف كيف – جملة غريبة
بلحن أنشودة عيد الميلاد،
جملة تشبهُ:
- لا عالم خارجَ رأسك،
رغم فجيعة أنّ رأسكَ في العالم.
من كتابي الشعري الجديد
"أمشي في الطريق، وأنظر إليه من النافذة"
Comments