جلسة صالون همسات ادبية لنعيمة المديوني انعقد هذه المرة عشية امس السبت في المركز الثقافي علي البلهوان بشارع فلسطين لافايات تونس ..حضره عدد من اصدقائه ومريديه بحب الشعر المعطاء و بشغف الكلمة الادبية الفاعلة وبرغبة الاطلاع على اراء في الشعر وفي نقده .وايضا بهدف اللقاء وتوطيد الصداقات والبحث عن فرص التعارف فيما بين الشعراء ومحبي كلمتهم ونقادهم .. الجلسة افتتحتها صاحبة الصالون التي اصدرت هذه الايام مجموعتها الشعرية الاولى بعنوان* تراتيل في محراب الذاكرة * التي تولى الاستاذ رشيد القرقوري صديق الصالون تقديمها وابداء الراي فيها . .ولم تكن كلمته التقديمية مدحية ولا تمسيحية ولا تسطيحية بل كانت كلمة نقدية تتضمن طبعا مباركة صدور المجموعة فكل كتاب يصدر في تونس هو اضافة جميلة للمكتبة التونسية ..واضافة لحياة الكاتب ودربه الادبي تسعده وتفتح افق التواصل ..و دعم تجربته وترسبخ مسيرته في الحياة الثقافية خاصة والحياة الوطنية بصفة عامة ..وقد ذكر ان الشاعرة احسنت اختيار اسم مجموعتها الشعرية الذي تضمن بعدا صوفيا واضحا يمتد في عمق الذاكرة متسائلا عن اية ذاكرة نتحدث ان لم تكن ذاكرة للوجد والعشق والحب والجمال تستبطنها وتصوغها لتجميل محيطها واعطاء معنى جميلا للشعر وللكلمة الشعرية .ونقد الاستغذ القرقوري طول القصائد داعيا الى جعلها مكثفة اكثر و صياغتها على طريقة المقاطع التي تتوقف عند انتهاء المعنى او حدوث *قفلة * ذكية لتتواصل ضمن مقطع اخر مشيرا الى ان ادونيس ومحمود درويش ونزار قباني استعملوا ثيغة المقاطع حتى لا يثقلوا على القارئ والسامع ..كما دعاها الى تعويض المقطع الطويل بالكلمات والشعرية التليدة اي العادية بصورة شعرية تشد القارئ على ان تكون الصورة غير مكررة ولا مالوفة بل مبتكرة .... وقد توليت شخصيا تقديم الشاعر سوف عبيد الضيف الاساسي للصالون الذي اختار ان تكون جلساته مؤثثة بضيف يكون بارزا على الساحة الثقافية بتجربته الطويلة او باصداراته التي تشد الاهتمام ..فكان الاختيار هذا الشهر على الشاعر سوف عبيد الذي يكتب الشعر وينشره منذ سنوات التعليم الثانوي وعاش انطلاق ومسيرة وانهيارات حركات ادبية عرفتها تونس منذ الستينيات خاصة الى غاية نهاية التسعينيات اذكر حركات الطليعة وغير العمودي والحر والاتجاه الواقعي والكونية ومدرسة القيروان واستعادة الشعر ..وكان سوف عبيد ضمن هذه الحركات متميزا نائيا بنفسه عنها ..لانه اختار حريته وعدم الانزلاق في الادلحة والغيرية والانقيادية ..مما جعله صاحب تجربة فريدة اعتبرها طريفة تتلخص خصوصياتها في اعطاء اهمية الى جماليات التفاصيل والتقاط اللحظات التي نعتقد انها عابرة و لكنها في عين الشاعر مهمة وجميلة ولا يجب ان تفلت منه اطلاقا فهو قادر على جعلها قريبة من النفوس محببة اليها لانها تكشف عن جماليات لا يتفطن اليها الانسان العادي.لكن انسانية الشاعر واحاسيسه تلتقط اللحظة الجميلة وتعلي من شانها .. و تحدثت ايضا عن اخلاقيات الشاعر سوف عبيد الذي جاء الى العاصمة طفلا منغرسة فيه طبيعة الصحراء وقيم سكانها ومحبيها ..فهو هادئ الطباع محبا للجميع متمسكا بالحياة في جمالها وفي رغظها وفي شظفها غير ملول ..ولا هو طماع لاكثر ماويخققه هو بنفسه . وقظ جاء كل ذاك في شعره ايضا وقرا الشاعر سوف عبيد عددا من القصائد بهذه المناسبة التي تعتبر تكريما له ولتجربته الطويلة مع الشعر توجها باصدار ديوانه الكبير الذي ضم فيه تسع مجموعات شعرية اصدرها على مدى اربعين سنة . وفي قصائده التي انشدها هنا تاكدت الرؤية التي وضعتها فيه ..او قرات تجربته من خلالها الا وهي تحرره من كل القيود والناي بنفسه عن التزامات الايديولوجيا ... وتجميل شعره بتفاصيل من حياتنا. وتعميق تجربته بكل ما يحيط بنا من جمال وحب وتسامح وحق وعدل و وطنية ..دون التركيز على العموميات بل التركيز على الطريف والجميل و التقاط اللحظة .. عادة لا نتفطن اليها اذ يجب ان تكون لنا احاسيسه وثقافته وتجربته لنتوصل الى التقاطها واستيعابها .. ثم فتح باب القراءات الشعرية لمريدي الصالون ...واذكرهم هنا وفق الترتيب التيوجاء في ورقة تسجيل الحضور لا وفق مستويات او مواقف من قصائدهم ..واكتفي بان احثهم جميعا على كتابة الشعر وتاثيث حياة الناس بالجميل من حياتنا واسعادهم بالتفاؤل والتفاعل الايجابي من اجل حياة افضل.. -عبد الرزاق الوصيف -صلاح الورتاني -عماد الزغلامي -خديجة ماجد -سعيدة الخماسي -حمدان حمودة الوصيف -رشيد الخلفاوي -فاروق الجعيدي -لطيفة الشامخي -عبد الحكيم زريّر -توفيق بالشاوش --المختار المختاري -لمياء العلوي -روضة بلدي --سونيا عبد اللطيف -منية جلال -حمادي الطرابلسي -فاضل الشريف -عماد الدين التونسي -امال العريبي وقد اخذ الكلمة الشاعر منير الوسلاتي الذي يشتغل في المندوبية الثقافية لولاية تونس للاشادة بالحراك الذي تحدثه الصالونات الادبية في السنوات الاخيرة هذه ....شاكرا جهود السيدة نعيمة المديوني صاحبة هذا الصالون . وفي كلمته بشر بقرب الاعلان عن مسابقة كبيرة ذات قيمة مالية مهمة في الشعر ونقد الشعر ستنظمها وزارة الثقافة .. ولا يفوتنا هنا ان نذكر ان الصالون جميل لا بالشعر الذي نستمع اليه من الشعراء مباشرة بل ايضا بالمداخلات الموسيقية والفن الاصيل تونسيا و شرقيا مع المطرب الفنان رمزي الزاير والعازف الفنان سيف الدين مخلوف .... واريد هنا ان ابارك جهود الصّديق الشّادلي عرايبية الذي يتجول بيننا كامل العشية حاملا الكاميرا لتسجيل وتوثيق ما يحدث .وهوويبث وينشر كل ما تلتقطه الكاميرا بالصوت والصورة في صفحته الالكترونيه التي اختار لها اسما جميلا الا وهو *التّيماء* ..يعني الارض الخصبة الخضراء المعطاء ..وهي قريبة من معنى البرشاء وهي الارض كثيرة النبات من اشجار وخضر ...ولعل كلمة برشة في لهجتنا التونسية مستمدة من البرشاء بما اننا نعني بها الكثرة ..
top of page
12654504_225396331128191_883311691589806
1080-1-fr-363bc6a16aa0ae0db5eacd885968d1
12654504_225396331128191_883311691589806
1/6
لجميع ابداعاتكم هذا الفضاء الحرّ
bottom of page
Comentários