top of page
Search
Writer's pictureasmourajaat2016

الباحث محمد الصادق عبد اللطيف إطلالة على شعراء القرنين 18 و 19 بمدينة قليبية في العهد الحسيني


في دراسات الباحث محمد الصادق عبد اللطيف

إطلالة على شعراء القرنين 18 و 19 بمدينة قليبية في العهد الحسيني

من خلال الانجاز الأدبي: قليبية مدينة الجمال والآثار


كتب الأديب وبحث في كل الأجناس و الألوان الأدبية بأنواعها وفروعها ومختلف فنونها فإلى جانب البحث في التاريخ والآثار والتراث والمخزون الحضاري للجهة سافر بأبحاثه إلى تاريخ إفريقية بذكر مقتطفات وفتح صفحات عن ستة محاور رئيسية هي:

تطور الخط العربي بإفريقية

العرب والمعرفة الأدبية والعلمية وغيرها

جسور التواصل بين مختلف الدول العربية ومنها الإفريقية وأهمية التبادل المعرفي و الثقافي فيما بينها

أثر محمد الرشيد الرضا في الفكر الإصلاحي بتونس والنخبة الإصلاحية في القرن 19

قضايا وتناول فيه الدكتور طه حسين والعقل في فهم الشعر الجاهلي (المحاكمة – الصورة – الانعكاس)

واخيرا محور الأعلام وتناول فيه عدة شخصيات إعلامية من بينها الشيخ عبد الحميد ابن باديس في تحصيله العلمي وتفكيره الاصلاحي وسماحة الإمام الأكبر محمد الطاهر ابن عاشور والشعر والشيخ محمد الفاضل بن عاشور واخيرا ابو القاسم الشابي في ذكراه 1909 – 1934

كما قام بدراسات اخرى فأخذ القراء لمتابعة رحلة المصحف الشريف إلى إفريقية (من المخطوط إلى المطبوع) إصدار سنة 2017 وقد أفادته في ذلك بحوثه السابقة المتمثلة في واحة الفكر (ألوان في الحضارة والتاريخ والتراث إصدار 2001) وكذلك كتاب من تجليات الخط العربي في تونس إصدار 2003 وكتاب الحبر والورق والكاغذ ,,,

الأديب محمد الصادق عبد اللطيف فتح عدة نوافذعن عدة قضايا تاريخية وحضارية وثقافية فمن خلال دراساته الغزيرة والتاريخ نجده قد ركز على المخزون التراثي والحضاري لمدينته قليبية عبر التاريخفتناول عدة مواضيع ومن عدة جوانب وجعل قليبية تحكي قصتها التي ترجع غلى ما قبل الاف السنين ..

ما الجانب الذي سأسلط عليه الضوء في هذا الحديث هو الجانب التراثي الثقافي بقليبية منذ تواجد العهد الحسيني..

في كتاب إطلالة على تاريخ قليبية في العهد الحسيني تناول الاديب محمد الصادق عبد اللطيف الحديث عن دخول الغناء الأندلسي إليها وتأثيره في الذوق الشعبي وآثار هذا التأثير في الوسط الغنائي بوجه أخص عند احتكاك الأندلسيين القادمين من بلدهم مطرودين مقهورين ومع ذلك أسسوا لهم مدينتهم في الوطن القبلي هي سليمان إلا أن آثارهم في قليبية تكاد تكون معدومة على خلاف الحضارة التركية التي نجدها انصهرت انصهارا مع متساكنيها بالأخذ والعطاء والتناسب ...

كان أهالي مدينة قليبية في المناسبات والأعياد يستحضرون الفن الغنائي الذي توارثوه أو ما تبقى منه في الذاكرة عن الأندلسيين فكانوا يرددون في محافلهم بعض الأناشيد دون آلة مرافقة لهم وذلك لجهلهم بالمقامات والايقاع والنغمات والاوزان ولذلك نُعت فنُهم بالمجرد ويُنشد حسب طريقة يتّفق عليها أعضاء المجموعة وكانت المدائح النبوية هي الأساس في الانشاد ...

وكان أول حدث في قليبية هو ظهور فرقة القادرية بها وكان أحد حراس الحرس الملكي الحسيني يدعى الشاوش عميرة الطباخ من أسسها إذ كان عازفا بالفرقة الموسيقية للعائلة الملكية بقصر باردو ويعزف وينشد للباي وعند تقاعده تفرغ لأهالي قليبية فأسس فرقة القادرية يلقن فيها أصول الفن الأندلسي

تلاه محمد بن حسين التركي المُكنّى بالأعوج وشقيقه حميدة والحاج علي التركي ومحمد الزكراوي والشيخ أحمد الزواري الذي كان يتقدم مشيخة الزاويةالقادرية واشتهرت أعمالهم في الدخلة أي نابل الى حين وفاة الطباخ في حوالي سنة 1890

بعد مدة ترأس الفرقة القادرية الأندلسية المرحوم حميدة بن حسين التركي ولكنها تلاشت من جديد بعد وفاته ولندرة المتطلعين على هذا الفن وشحة بعضهم في العطاء ولم يبق إلا القليل القليل..

وفي سنة 1920 أسس أحدأبناء الزواري فرقة للفن والغناء وجعلوا يتدربون على المالوف واستعان بالشيوخ منهم المرحوم احمد بن حميدة والشيخ المرحوم بن الشيخ والشيخ عمر بن علية بن الشيخ والحاج عمر صمود ومحمد الزكراوي والحاج علي التركي وقد كان جميعهم من تلاميذ الشاوش الطباخ...

في سنة 1922 وفد على قليبية شاب من بني خيار اسمه المختار بن سيدهم وكان حسن الصوت لكنه بخيل عليهم في العطاء رغم علمه ببعض قطع الطبوع والبراول فكان لا يعلمهم إلا بالمقابل... وجيء بعد ذلك بمعلم من هنالك محمد ساسي ليعلم الفرقة أصول الفن الأندلسي إنشادا وإيقاعا وترديدا وبأجرة...

وبين سنة 1926 و 1944 تكونت فرقة السلامية وامتدادا لفرقة القادرية لكنها مع فترة الحرب ماتت فتلاشت تلك الثقافة ولك التراث رغم المحاولات .. ثم ظهر الشيخ محمد بوعفيف (1912 – 1998) وهو فنان وراوية ويحفظ الشعر الفصيح ويقرؤه بطلاقة لسان رغم جهله بالقراءة والكتابة وكان يتصدر المجالس الغنائية سواء في القادرية أو السلامية أو المالوف بطاره الذس يقود به الفرقة حسب الطريقة التقليدية...

إلى جانب الأدب الفنّي الغنائي عرّج الباحث محمد الصادق عبد اللطيف على ذكر بعض الأمثال والحكم والألعاب الشعبيّة وكذلك بعض العبارات التي اختصّ بها سكان قليبية من ذلك في الأمثال:

هذي الصّواري والسّقف عليك يا الباري

أرنب تحيّر حلّوف

تطلع النّوارة من الزّبالة

خنتوش وزيدو زواي

...

وفي الألعاب الشعبية: بقيرة ولدت – لعبة باسم الله قداش – لعبة الكبوس – لعبة الفتالة – لعبة مش حالك - ...

أمّا العبارات من ذلك: القجدرة – يتمهرز – يهرطل – امهزرس – الفرغول – يكلخ – ينزقلق - ...

وهنا يدعو الأستاذ محمد الصادق عبد اللطيف المهتمّين بالتراث و التأريخ دعوة ملحة لتدوين التراث والتعريف به وخزنه ليكون إشارة مميزة لجيل الأمس والاهتمام بالبحث فيه بأكثر حزم ودقّة و تمعّن...

87 views0 comments

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page