عِندَمَا تَلِفُّ الظُلمَة المَكَان وَ تَغْرِقُ النّفُوسُ فِي نَومٍ عَمِيق، نَحْلُم ونَتَأوَّهُ فِي جَوفِ الليْلِ الجَاثِمِ عَلى صُّدُورنَاِ، وتَخْتَلِجُ خَوفًا الأرْوَاحُ التِي أتْعَبَهَا الظُلمُ، مِن كَثرَت التَعَب تَفِيضُ العُيُونُ دَمْعًا فَتَرْتَجِفُ القُلُوبُ خَوْفًا مِنَ المَجْهُول القَادِم عَلى مَهَلٍ ذَلِكَ الذِي تَلاشَت مَعَه كُل مَعَانِي الإنْسَانِيّة، وَمُسِخَت كُل قِيَمِ الرَّحْمَة، حَتى أنَّ الوَاقِعَ صَارَ بَائِسًا وَكَئِيبًا، وَالحَيَاةُ ظُلْمَةٌ وَظُلْمٌ ..
أيَا مَنْ تَسْتَيقِظ مَعَ غُرُوبِ كُل قَمَرٍ لِتُحَارِب مِن أجْلِ لُقْمَت عَيشِكَ تَحْتَ سَمَاءٍ مُتَلبِّدَة بِدُخَانٍ مُنْبَعِثٍ مِنْ حَرَائِق القُلُوبِ التِي أنْهَكَهَا الظُلمُ السَّائِد بَيْنَ الأنَام فِي تَشَابُكٍ لِلحِكَايَات المُعَقّدَة المَنْسُوجَة كَخُيُوطِ عَنْكَبُوتٍ حَوْلَ رِقَابِنَا، عَلى صُخُورِ شَاطِئ بَحْرِ الأسَى وَالوَجَعِ فَتَنْسَكِبُ مِن العَيْنِ دَمْعَة تَسِيل فِي بُكَاءٍ صَامِت ..
*****
عزالدين الهمامي
بوكريم – تونس
Comments